للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان رحمه الله تعالى يهتم بأمور المسلمين ويتقصى أخبارهم فيفرح للخبر السار عنهم، كما يحزن لما يصيبهم من المصائب. ويستاء للواقع المر الذي يعيشه المسلمون ويعزو ذلك إلى بعدهم عن الإسلام ويقول: إنّ الإسلام سياج منيع وحصن حصين للوقاية من جميع الأدواء المادية منها والمعنوية.

وآخر ما كان يحدث به قبيل وفاته بأيام قليلة- بعد أن كان قد سمع حوارا من إحدى الإذاعات بين مذيعة وطبيب متخصص بالإيدز حين سألته المذيعة: كم هو عدد المصابين بهذا المرض في أوروبا؟ فأجابها: عدد المصابين غير معروف بالضبط لكنه مخيف، إذ يتجاوز مئات الألوف، وهو في ارتفاع، وفي بلاد الشرق الأوسط لا يتجاوز المئات. فلما استفسرت منه عن سبب هذا التفاوت بين النسبتين أجابها: ذلك يعود في نظري إلى ثلاثة عوامل: الأول: أن القوم يختتنون، والثاني أنهم يتنظفون ولا سيما من الجنابة، والثالث وهو الأهم أنّ الواحد منهم يقتصر على زوجته، ولأنلديهم أخلاقا تمنعهم من الانحرافات والوقوع في الرذائل ا. هـ. والصحيح أنّ الإسلام هو العامل الأول والأخير لا الأخلاق المجردة من الدين. ثم يعقب الشيخ على ذلك ويقول: الإسلام يحمينا ولسنا نحن الذين نحميه، ثم ينفجر باكيا، وتنهمر الدموع من عينيه غزيرة.

وكان رحمه الله يتحلى بالصبر وسعة الصدر، ويعامل الناس ويعاشرهم باللطف والحلم، فاكتسب ودهم؛ كما كان يكره الإطراء والمديح في وجهه ويقول: ذو الوجهين لا يكون وجيها عند الله. وإذا ما مدحه أحدهم قال:

اللهمّ اجعلني خيرا مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون.

كما كان جم التواضع في كل أحواله، حتى أضحى ذلك سجية له.

كما كان يكثر من ترديد حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم- «صل من قطعك، وأعط من حرمك، واعف عمن ظلمك».

ويقول في التصوف: ينحصر التصوف في هذه الكلمات: أن تنصف الناس من نفسك ولا تنتظر إنصافهم، وتبدي لهم شيأك، وتكون من شيئهم آيسا.

وقد وجدت وريقة بخطه تحت وسادته بعد وفاته كتب فيها: «اللهمّ امنن علينا بصفاء المعرفة، وهب لنا تصحيح المعاملة فيما بيننا وبينك على السنّة، وارزقنا صدق التوكل عليك، وحسن الظن بك، وامنن علينا بكل ما يقربنا إليك، مقرونا بعوافي الدارين برحمتك يا أرحم الراحمين».

توفي رحمه الله يوم الاثنين ١٧ جمادى الآخرة، الموافق ٢٣ كانون الأول (ديسمبر).

وتولى الخلافة من بعده الشيخ الفاضل، الأستاذ الأديب البليغ عدنان حقي، وفّقه الله وأعانه على كل خير.

ومؤلفاته هي:

- نظام الحالات في أحوال التركات (بالاشتراك مع الشيخ محمد نوري الديرشوي)؛ تقديم الملا يوسف يعقوب.- القامشلي: مطبعة الرافدين، - ١٣٩ هـ.

- سيرة والده الشيخ إبراهيم حقي (مخطوط).

علوي عبد الهادي (٠٠٠ - ١٤٠٦ هـ- ٠٠٠ - ١٩٨٦ م)

عضو الحزب الاشتراكي اليمني، رئيس قسم آسيا وإفريقيا في العلاقات الخارجية.

قتل في أحداث ١٣ يناير بعدن (١).

علي أحمد البراق (١٣٠٩ - ١٤٠١ هـ- ١٨٩١ - ١٩٨١ م)

المقرئ الشهير.

ولد بالقيروان، وحفظ القرآن والمبادئ الدينية، وشهد الحلق الفقهية ببلده، وساهم في الكثير من الاحتفالات والمواسم الإسلامية.

حج سنة ١٣٧٠ هـ، ورتّل القرآن بالحرمين الشريفين.

له في الإذاعة والتلفزة التونسية آثار صوتية كثيرة من التلاوات القرآنية والمدائح والأذكار (٢).

علي بن أحمد السبالي (١٣٢٥ - ١٤٠٩ هـ- ١٩٠٧ - ١٩٨٩ م)

معلم، حافظ.

ولد بقرية بني سار، إحدى قبائل زهران بمنطقة الباحة في السعودية.

توجه إلى مكة المكرمة طلبا للرزق، فعمل في بيت آل الدهلوي، وهناك وجهوه للالتحاق بمدرسة الفلاح، فدرس هناك، وحفظ القرآن الكريم، وتعلم العلوم الشرعية.

وفي سنة ١٣٤٦ هـ حصل على الشهادة الثانوية مع إخوانه عبد الله عبد الغني خياط، وعبد الله مرداد، وغيرهما.

عاد إلى قريته، وبدأ تدريس القرآن في جامع القرية.

افتتحت مدرسة بالرقوش الابتدائية فعمل بها، ثم افتتحت مدرسة النصباء الابتدائية فعمل مديرا لها من عام ١٣٧٧ هـ إلى ١٣٨٠ هـ. ثم مديرا لمدرسة الحكمان من عام ١٣٨٠ هـ إلى أن أحيل إلى التقاعد.

زكاه علماء أجلاء في الجامعة الإسلامية بعد سماعهم لحفظه القرآن.

وحصل على جائزة الدولة من الدرجة الثالثة باعتباره أحد الرواد في السعودية.


(١) من وقائع وأحداث المؤامرة الإنقلابية الفاشلة ص ٧٢.
(٢) مشاهير التونسيين ص ٣٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>