للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في منصبه إلى أن توفاه الله تعالى.

تمّ اختياره أميرا لجمعية أهل الحديث بالهند قبل عقد من الزمن.

وبقي في هذا المنصب حتى وفاته في ٢٦ ربيع الآخر (١).

عبد الوكيل الدروبي (٠٠٠ - ١٤١٣ هـ- ٠٠٠ - ١٩٩٣ م)

شيخ جليل، عالم فاضل، كتبي.

ولد في حمص، ورحل إلى دمشق مارا بالزبداني في القطار، فالتقى بالشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن الغزي (ت ١٣٧٠ هـ) فأعجب به ولزمه وقرأ عليه. ومن مشايخه في دمشق الشيخ محمد الهاشمي، ومنهم الشيخ أحمد ابن حسن الصوفي (ت ١٣٧١ هـ) وكان الشيخ الأخير يدّرس في جامع درويش باشا في حي باب الجابية، فقرأ عليه الشيخ عبد الوكيل كتاب شرح الباجوري على جوهرة التوحيد.

كان المترجم له عالما فقيها شافعيا متمكنا، وكان رجلا صالحا صوفيا، يحب الانزواء ولا يحب الظهور، ظريفا، أنيس المجلس، محبوبا بين الناس، لا يمل من حديثه.

تولى إمامة جامع درويش باشا، وكانت له فيه غرفة يقيم فيها طوال النهار، فكانت تلك الغرفة مقصدا للعلماء والزوار والمحبين. وكان يشتغل بتجارة الكتب في غرفته.

توفي ليلة السبت ٢٥ شوال ورثاه عمر النشوقاتي، مؤرخا بالتاريخ الهجري:

حسبنا الله لقد مات النبيل ... كان في الإرشاد للناس الدليل

مرجع الناس بفقه الشافعي ... مات دون خلف صبر جميل

إن ربنا بذا- أرخ- حكم ... نعم شيخا كان عبدا للوكيل

١٤١٣ - ٦٨+ ١٦٠+ ٩١١+ ٧١+ ٧٧+ ١٢٦.

توفي بعد مرض ألزمه بيته بضعة أشهر، ودفن في تربة الحقلة بالميدان (٢).

قلت: وقد وصف لي هذا الشيخ الجليل في جامع الدرويشية عند ما كنت طالبا في كلية الشريعة، فذهبت إليه في غرفته المذكورة، واستأنست بحديثه العذب، ومعلوماته الوفيرة عن العلماء .. وما كان يحب المساومة على الكتب.

وأذكر أنني قد استفسرت منه عمن يقول إن الشيخ هاشم الرفاعي (إمام جامع السنجقدار) يعرف بالشافعي الصغير، لعلمه وفقهه .. فقال: هناك كثيرون من العلماء يلقبون بهذا اللقب في هذا العصر ..

وكان لقائي به في حدود سنة ١٣٩٧ هـ.

عبد الوهاب إبراهيم آشي (١٣٢٣ - ١٤٠٥ هـ- ١٩٠٥ - ١٩٨٥ م)

أديب، شاعر، صحفي، إدراي.

عبد الوهاب آشي

ولد بمكة المكرمة، وتخرّج من مدرسة الفلاح، ثم اشتغل بالتدريس زمنا طويلا، حيث تخرّج على يديه عدد من الأدباء والأساتذة ورجال الفكر.

وبعد التدريس عمل في أعمال متعددة، منها مساعدا لرئيس ديوان المحاسبة العامة بوزارة المالية، ورئيسا لديوان التحريرات، ومفتشا عاما لوزارة المالية، فمديرا عاما بها.

وله كثير من المشاركات الأدبية والفكرية، فقد شارك في كثير من اللجان الفكرية والثقافية والتربوية والتعليمية، وشارك في الصحافة وتطويرها، فقد عمل رئيسا لتحرير جريدة «صوت الحجاز»، وكتب في مختلف مجالات فنون الأدب شعرا ونقدا ومقالة ودراسات أدبية ونقدا اجتماعيا، كما شارك في تأسيس نادي مكة المكرمة الثقافي.

وكان في حياته دائم الحضور لمختلف المناسبات الفكرية والثقافية، فقد حضر أول مؤتمر للأدباء السعوديين الذي عقد في مكة المكرمة تحت رعاية جامعة الملك عبد العزيز، وحضر أول مهرجان لمنح جائزة الدولة التقديرية للأدب في الرياض.

وبالإضافة إلى كتاباته المتعددة المنشورة في الصحف، فإن له بعض الأعمال المطبوعة منها:

- ديوان «أشواق .. وأشواق».

- ديوان شعر يحمل أعماله الشعرية الكاملة بعنوان «أعمال الآشي الشعرية الكاملة» - نادي مكة المكرمة الثقافي.

- نشرت بعض لمحاته الشعرية والفكرية في كتاب (وحي الصحراء) لمؤلفيه عبد الله بلخير ومحمد سعيد عبد المقصود.

- له ملحمة عن الحركة الفكرية منذ عهد الرسول صلّى الله عليه وسلّم.


(١) الفرقان ع ١٣ س ٢ (جمادى الآخرة ١٤١٠ هـ)، الخيرية (الكويت) جمادى الآخرة ١٤١٠ هـ، صوت الأمة (الهند) رجب ١٤١٠ هـ، البعث الإسلامي مج ٣٤ ع ١٠.
(٢) أعد الترجمة الأستاذ عمر النشوقاتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>