ولد في مكة المكرمة. نشأ على الشهامة والكرم والنخوة، مات والده وهو في العشرين من عمره، فتكفل بإعالة الأسرة كلها، حتى زوج إخوانه الثلاثة. وكان بارا بوالديه، وتدعو له والدته بقولها «يا صديق إن شاء الله ما ترى الضيق» فلم ير الضيق قط في حياته. وكان يختلط بكبار رجالاتالبلد والوجهاء والأمراء والوزراء والتجار، ويشترك معهم في أعمال حرة.
كان شغوفا بالقراءة والمطالعة، وخاصة السيرة النبوية وسير الصحابة ورجالات الإسلام، وفي كثير من الأحيان كان يرجع إليه في السؤال عن حادثة تاريخية أو غزوة .. وما إلى ذلك.
وكان أهل مكة يسعون إليه من أطرافها لحل مشكلاتهم الاجتماعية ومنازعاتهم المالية، فيجدون الصدر الرحب والحل العادل، ويصلح بينهم، ويفتدي هذا الصلح بماله، أو من أموال أخرى يودعها عنده المحسنون ممن يعرفون جهوده في إصلاح ذات البين .. حتى أمور المطلقات والأرامل والمساجين والديات كان يرعاها ويحلها بخبرته وإخلاص نيته .. وفي أيام رمضان ولياليه يصعد الجبال ناحية الششة، وريع زاخر، وشعب عامر، وشعب علي، وأجياد، والمسفلة، وغيرها ..
فيطرق الأبواب، ويوزع عليهم الأموال ..
كان ساعيا للخير دائما .. وجيها، رحيما بأهله وإخوانه، صادقا في وعوده، متسامحا، أنيقا، نظيفا في ملابسه وهيئته .. وترك الأثر الطيب الذي يحمد عليه ... رحمه الله.
توفي في الثاني من شهر جمادى الأولى (١).
[صلاح جاهين]
يستدرك في أول ترجمته:
صلاح جاهين وتوقيعه
اسمه في بطاقته الشخصية: محمد صلاح الدين جاهين.
[صلاح جاهين]
وفي مصدر آخر: اسمه محمد صلاح الدين حلمي نجل بهجت أحمد حلمي المستشار بمحكمة الاستئناف. واختار اسم صلاح جاهين لأنه اسم جد من أجداده.