للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[حرف الكاف]

كاتب ياسين (١٣٤٨ - ١٤١٠ هـ- ١٩٢٩ - ١٩٩٠ م)

أديب، قاص، ناقد، عاش في فرنسا.

ولد في مدينة قسنطينة بالجزائر، ودرس بكلية «سيتيف»، وقبض عليه في حركة ٨ مايو ١٩٤٥ م. ثم عمل بجريدة الجزائر، ورحل إلى الشرق الأوسط وأوربا، ثم استقر بباريس.

كتب المسرحية والقصة والشعر والرواية. وأبرز رواياته «نجمة». وهو أحد المدافعين عن اللهجة العامية الجزائرية والثقافة البربرية.

وكتب عنه الشيخ محمد الغزالي تحت عموده المعرف «الحق المر» في جريدة «المسلمون» مقالا نقديا، يحسن أن أورده للقارئ كما هو، حيث يقول:

«عند ما جاءني نبأ وفاة «كاتب ياسين» قلت: إنه ما كان حيا قبل أن تدركه منيته! وكل ما فعل الموت به أنه نقله من دار الغرور إلى دار الجزاء، ولو كان الأمر إليّ لأوصيت بدفنه في فرنسا لا في الجزائر، فقد عاش يكتب بالفرنسية لا بالعربية! ! أما علاقته بالإسلام فهي الكفر البواح!

وقد وجهت إليه ثلاثة أسئلة من إحدى دور النشر في لندن، فكانت إجابته على هذا النحو:

هل النظام السياسي في الإسلام مرحلة حتمية يجب أن تمر بها الشعوب العربية في طريق تطورها؟

فقال: لا ... قطعا.

هل يجوز لدولة عصرية اعتماد الإسلام نظام حكم؟ قال: لا أعتقد أبدا ..

وأخيرا سئل: من هو العدو الأول للإسلام في هذه الأيام؟ قال: هو الإسلام نفسه في اعتقادي .. ! !

وظاهر من هذه الأقوال أن الرجل ارتد عن الإسلام ارتدادا ملأ أقطار نفسه، كما تمتلئ قارورة الخمر من قاعها إلى عنقها بالرجس أو بالنجس.

وهو بيقين ممن تتناولهم الآية وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ [سورة البقرة، الآية ٢١٧]

والرجل أدنى عندي من أن أتكلم عنه، وإنما أردت أن أكشف مؤامرة بدأ تنفيذها بالنسبة له، وسيتم تنفيذها بالنسبة لكل من يخدمون الغزو الثقافي، ويحاربون الإسلام وأمته.

إن إذاعة لندن نعت للعالم العربي الكاتب الكبير، ونوهت بآثاره الأدبية، ووعدت بذكر المزيد من مآثره وأياديه البيضاء! !

وستتبعها إذاعات شتى من عواصم الشرق والغرب تحاول أن تعلي خسيسة الكاتب الكاره للإسلام والعروبة، وأن تجعله من قادة الفكر المرموقين!

ألم يؤلف كتابه الخسيس:

«محمد .. خذ حقيبتك وارحل؟ ».

ماذا يريد المبشرون والمستشرقون أكثر من ذلك؟ وعند ما يأخذ محمد ما جاء به ويذهب عن أرضه فمن يرثها ... ؟

إن المسيح لن يرثها، لأن موسى وعيسى إخوة لمحمد، ولو كانوا أحياء ما زادوا عن أن بلغوا رسالته وأكدوا دعوته! إن الإلحاد هو الوارث الفذ لتراث الأنبياء كلهم ملخصا في حقيبة محمد، التي لا تحتوي إلا الوحي الحق كما تنزل على المرسلين أجمعين.

إن كاتب ياسين وأشباهه من سماسرة الاستعمار الثقافي يجب أن نكشف خباياهم، وأن نفضح حقائقهم، حتى لا يمضي الاستعمار العالمي في خطته الآثمة ضد الإسلام وأمته ..

إنني أعرف أن ألقابا معينة تقرن بأسماء عدد من مروجي الثقافة الأوروبية المسمومة، ومعها محاولات ملحة لفرض هؤلاء الخونة على أدبنا وفكرنا، وأرى أنه قد آن الأوان لمنابذة هؤلاء الخائنين والتحذير منهم أحياء وأمواتا.

إنهم كما جاء في الحديث من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ولكنهم دعاة على أبواب جهنم، من استجاب إليهم قذفوه فيها! فليذهبوا إليها وحدهم» (١).


(١) المسلمون ع ٢٥٤ - ١٧/ ٥/ ١٤١٠ هـ، الفيصل س ١ ع ٢ (شعبان ١٣٩٧ هـ) ص ١٣٧، وع ١٥٥ من الفيصل أيضا (جمادى الأولى ١٤١٠ هـ) وفي الأخير أن ولادته ١٩١٩ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>