للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلامي العالمية، ومن المؤازرين لها، والداعين لفكرة الأدب الإسلامي.

وكان كريما على نفسه، فلم يبتذلها في مواضع التزلف أو النفاق أو التدني.

توفي صباح الاثنين ٢٣ شوال، الموافق ٤ نيسان (أبريل) (١).

ومن أعماله:

- ثم جاءته الشهادة؛ والكتيبة الخرساء.- الرياض: دار المعراج، ١٤١٣ هـ، ٣٢ ص.

- الفستان والرصاص: مجموعة قصص قصيرة ١ - ٧.- ط ٢.- الرياض:

دار الأصالة، ١٤٠٧ هـ، ٧٩ ص.

- المعارك الأدبية بين زكي مبارك ومعاصريه.- الرياض: دار الكتاب السعودي، ١٤٠٦ هـ، ٣٣ ص.

- ومن الحزن ما قتل وقصص أخرى.

- القاهرة: دار الصحوة، ١٤١٠ هـ، ٧١ ص.

- بالإضافة إلى كتابين عن الزيات (صاحب الرسالة) درس فيهما إنتاجه الأدبي وتأثيره الثقافي، وقد نشر أحدهما، وكان يعمل لنشر الآخر.

محمد جلال كشك (١٣٤٧ - ١٤١٤ هـ- ١٩٢٨ - ١٩٩٣ م)

الكاتب، الصحفي، الباحث، المفكر.

ترك مصر قبل ثلاثين عاما من وفاته، حيث رحل إلى بريطانيا، ومنها إلى الولايات المتحدة.

وكان عميقا في كتاباته، مثيرا في موضوعاته الصحفية، واتجه إلى الخط الإسلامي والدفاع عن نظامه، ولقي من أجل ذلك العنت والقهر، وتعرّض للاغتيال في القاهرة، وتواترت رسائل التهديد إليه، مما اضطر السلطات المصرية إلى وضع حراسة أمنية على منزله.

وقد تجاهلت الصحف العربية خبر وفاته إلى حد مريب على الرغم من شهرته الواسعة، وحضوره الدائم في الساحة الثقافية، وبعضها اضطرت إلى كتابة خبر وفاته على طريقة أخبار الحوادث والقضايا، ما عدا دوريات قليلة جدا.

مجمد جلال كشك

عاش حياة عامرة بالإثارة والتناقضات، إذ بدأ حياته الفكرية والصحافية بعد تخرجه في كلية الحقوق بالانضمام إلى خلية شيوعية، ثم انضم عام ١٩٥١ م إلى هيئة تحرير صحيفة «الجمهور المصري» ثم جريدة «المعارضة».

قبض عليه عام ١٩٥٤ م وسجن في معتقل أبو زعبل لمدة عامين، خرج بعد ذلك ليعمل في صحيفة «الجمهورية» ثم مجلة «روز اليوسف»، فمجلة «بناء الوطن»، ثم عيّن بعد نكسة ١٩٦٧ م مندوبا متجولا لصحيفة «أخبار اليوم» في دول المشرق العربي، وأصدر خلال هذه الفترة كتابا، عنوانه «عبد الناصر وليس الناصرية»، أثار غضب الرئيس جمال عبد الناصر الذي قام باستدعائه فرفض العودة وصدر قرار بفصله، فألحقه الصحافي اللبناني الراحل سليم اللوزي بالعمل في مجلته «الحوادث».

بعد وفاة عبد الناصر حاول العودة للصحافة المصرية إلا أن الرئيس السادات رفض، وقد بدأ في الفترة الأخيرة من حياته في نشر مقالات في مجلة «أكتوبر».

ورحلته من الشيوعية إلى نور الإسلام جديرة بأن تحكى، إذ إن الرجل بعد ما أدرك زيف دعاوى الشيوعية لم يركب رأسه كغيره، وإنما ثاب إلى رشده وعاد إلى حظيرة الدين ليسخّر قلمه في خدمة العقيدة من خلال مقالاته وكتبه الكثيرة، التي تجاوزت الأربعين كتابا، منها ما أصبح قطبا في الحياة الثقافية والفكرية العربية، مثل كتابه الفذ «ودخلت الخيل الأزهر»، الذي كشف فيه أوراق أخطر محاولات التزوير الثقافي والحضاري في كتابة تاريخ مصر الحديثة، على يد نفر من العلمانيين والطائفيين المقنّعين، الذين حاولوا تصوير الغزو الفرنسي البربري لمصر على أنه كان «فتحا حضاريا»، أدخل «التنوير» إلى مصر، وأخرجها من ظلمات القرون المظلمة «الإسلامية»، فجاء كتابه ليغير مسار الضلالة الفكرية، ويرشد وجهة الفكر التاريخي من بعد، وينجي الأجيال الجديدة- بفضل الله- من حركة تضليل ثقافي كبير في التاريخ العربي الحديث.

توفي في الولايات المتحدة في شهر جمادى الآخرة، وكان أثناءها يخوض مناظرة تلفزيونية مع نصر حامد أبو زيد حول بعض الأفكار التي تتعارض مع الرؤية الإسلامية، حيث فاجأته أزمة قلبية توفي على أثرها. وكان الأخير أثار لغطا شديدا في الأوساط الثقافية والعلمية في مصر (٢).

ولا شك أن لديه اجتهادات غير مقبولة في إنتاجه الفكري، في قضايا شرعية، وفيها جرأة، لم يقل بها غيره، ولكنها طبائع الفكر البشري.

ومن كتبه التي لقيت نقدا لاذعا:

«خواطر مسلم في المسألة الجنسية»


(١) المجلة العربية س ١٨ ع ٢٠٣، آفاق الثقافة والتراث ع ٨ ص ١١٦، الخفجي ع ٢١ (ذو الحجة) ص ٥٦.
(٢) المسلمون ع ٤٦٢ - ٢٧/ ٦/ ١٤١٤ هـ، وع ٤٦٥ - ١٨/ ٧/ ١٤١٤ هـ، والفيصل ع ٢٠٥ (رجب ١٤١٤ هـ) ص ١٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>