للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأرشده بعض إخوانه بشد الرحال إلى إسبانيا للاستفادة من نشاطه هناك، فرحل إليها عام ١٩٦٧ م، فكان يدرس بكلية الصيدلة في إسبانية، ويعمل في حقل الدعوة الإسلامية بين الطلبة العرب، والجاليات العربية والإسلامية، ووسط الإسبان أنفسهم.

ولقد أجرى الله على يديه الخير الكثير، حيث تمكن من تجميع صفوف الشباب المسلم وبخاصة الطلاب، وإنشاء المراكز الإسلامية التي يمارسون من خلالها نشاطهم، وعقد المؤتمرات والندوات والمخيمات والدورات، وإلقاء الخطب والمحاضرات. وكانت إقامته الأولى في غرناطة لسنين طويلة، انتقل بعدها للإقامة في برشلونة. وقد تعدّدت المراكز الإسلامية، وأقيمت المساجد في كل مكان.

وكان خطيب الجمعة بالمركز الإسلامي في برشلونة الذي تؤمه جموع كثيرة من الطلاب والمقيمين والمسلمين الإسبان، وكانت خطبته الحماسية تستجيش مشاعر المصلين وتلهب عواطفهم وتستنهص هممهم، حيث يعرض أوضاع المسلمين في العالم وما يتعرضون له من المحن على أيدي البغاة والطغاة الذين يكيدون للإسلام والمسلمين، ويمكرون الليل والنهار لمحاربة دعاة الحقّ وأعلام الهدى وجند الله ودعاته. ويناشد المسلمين للعمل الجاد المنظم للتصدي لأهل الباطل.

وكان صلبا، قوي الحجة، ثابت الجنان، رابط الجأش، يفزع إليه الشباب المغترب حين تدلهم الخطوب وتشتد الأمور، فيواسيهم ويثبتهم، ويبذل وقته وعافيته وماله وجهده لقضاء حوائجهم وتفريج كربهم وإزالة العقبات التي تعترض طريقهم متوكلا على الله.

وقد أسهم في نشر الكتب باللغة الإسبانية وترجمة معاني القرآن الكريم، وكتب الحديث الشريف، والسيرة النبوية إلى اللغة الإسبانية. واعتنق الإسلام على يديه كثيرون من الإسبان وغيرهم رجالا ونساء، شيبا وشبابا.

كما كانت له مشاركته الفاعلة في المؤتمرات الإسلامية التي تعقد في إسبانيا وأوربا، ويطرح الحلول لمشكلات المسلمين المعاصرة على الهدي الإسلامي. كما كان عضوا عاملا في الاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية، وفي الندوة العالمية للشباب الإسلامي، ورابطة العالم الإسلامي، وغيرها من المنظمات الإسلامية ذات الطابع العالمي الإسلامي.

كما كانت له جهود في رفد العمل الإسلامي في شمال إفريقيا وبخاصة في المغرب والجزائر وفي أوروبا عموما.

وضاق به الطغاة ذرعا فلجؤوا إلى اغتياله .. وكانت بينه وبين الشهيد محمد كمال الدين السنانيري بيعة وميثاق (انظر ترجمته)، فشاء الله أن يستشهد بعده بأيام قليلة في ليلة السبت ٢١ كانون الأول (ديسمبر)، وأورد الخبر وكالات الأنباء المحلية والعالمية.

وفي السابع والعشرين منه نقل جثمانه إلى مدينة غرناطة، ودفن في السفح المطل على قصر الحمراء، حيث توجد مقبرة إسلامية هناك.

وكانت الحكومة السورية قد أرسلت مذكرة إلى الخارجية الإسبانية تتضمن تسليمه إليها وإعادته لسورية، فأبت ذلك، ولم تلبّ طلبها.

وكان قد توقف عن متابعة الدراسة والتفت كليا إلى دعوته، وبدأ بترجمة الكتب الإسلامية للغة الإسبانية حيث نشر العديد منها، وكانت آخر أعماله ترجمة كتاب «حياة محمد» وترجمة معاني القرآن الكريم، وقد استشهد قبل أن يكمل الترجمة (١).

نزار مؤيد العظم (١٣٤٩ - ١٤٠٩ هـ- ١٩٣٠ - ١٩٨٨ م)

أديب.

ولد في حماة، تعلم بها، وعمل طويلا في الصحافة والكتابة.

أهم أعماله:

- سلاسل الماضي [رواية].- دمشق: مطابع ابن زيدون، ١٣٨٣ هـ، ٣٣١ ص.

- ستة عشر عاما وأكثر [قصص].

- الأصابع الصغيرة تنمو في الظلام [قصص] (٢).

نزية قبرصلي- محمد نزيه نسيم أحمد بن حسين أحمد الفريدي (١٣٢٩ - ١٤٠٩ هـ- ١٩١١ - ١٩٨٨ م)

المفتي العلّامة، الأديب البارع، الشاعر المطبوع، الباحث المحقّق.

أصله من «أمروها» بالهند، قرأ الكتب المنهجية في وطنه، ثم تفقه بدار العلوم ديوبند، وتعين أستاذا بدار العلوم الإسلامية في المسجد الجامعبأمروها، وكان مرجع الناس في الفتوى بها، وعضوا لمجلس الشورى في عدّة جامعات إسلامية بالهند. واشتهر بشعره الرقيق الذي يتداوله الناس كثيرا، وخاصة ما قرض في مدائح النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.

انقطع إلى العلم والدرس والتدريس والعبادة، ورحل كثيرا في طلب العلم والبحث، وصنف حواشي كثيرة على كتب القدماء، وبعض الكتب المفيدة، واستكتب مقالات جيدة في تراجم العلماء وسير الأولياء.

وقد وفق إلى تحقيق مكتوبات الإمام الرباني أحمد بن عبد الأحد السرهندي المعروف بمجدد الألف الثاني، الذي واجه أعظم امبراطور في عصره وهو «أكبر المغولي»، فاستطاع


(١) العالم الإسلامي ع ١٣٨٢ - ١١/ ٦/ ١٤١٥ هـ بقلم عبد الله العقيل، المجتمع ع ٥٥٢ (١٩/ ٢/ ١٤٠٢ هـ)، وع ١٠٥٥ ص ٤٠ - ٤١.
(٢) عالم الكتب ع ٢ مج ١٠ (شوال ١٤٠٩ هـ) من رسالة سورية الثقافية بقلم محمد نور يوسف

<<  <  ج: ص:  >  >>