أفغانستان وفي سواها من البلدان المجاورة.
وقد طبقت شهرته الآفاق، حيث تجاوزت حدود بلاده إلى البلدان المجاورة الأخرى.
وكان مطلعا على الأدب العربي بمختلف تياراته، متبحرا بالآداب الشرقية، ومع إجادته للغة البشتوكان يفضل أن يقرض شعره بالدرية. وهاتان اللغتان رسميتان في أفغانستان.
وكان معجبا بالشاعر جلال الدين الرومي لنزعته الإنسانية، وبالشاعر محمد إقبال لدعوته الإسلامية.
وألهمته الديار المقدسة- عند ما كان سفيرا هناك- روائع الشعر، حتى قساوة مناخ الصحراء والقيظ الشديد كان قد استوحى منه قطعة شعرية جميلة!
وعند ما عصفت الأحداث بأفغانستان وغزتها قوات الاتحاد السوفياتي قدم استقالته احتجاجا على ذلك، وكان يومئذ سفيرا لبلاده في بغداد، ومكث فترة في العراق، وقبل أن تتم إجراءات تعيينه أستاذا في قسم الدراسات الشرقية في جامعة بغداد غادر البلاد وقدم المملكة المتحدة وحصل على حق الإقامة، ومع ذلك غادر لندن إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأقام في نيوجرسي.
ولكن طيف بلاده كان يؤرقه، فقفل راجعا إلى لندن، وهنا أسرّ إلى أحد أصدقائه أن شباب بلاده من المقاومة الوطنية بحاجة إليه .. لا بدّ من الذهاب إليهم ليشد عزمهم ويذكي فيهم روح الحماسة .. لا يكفي أن يكون شاعر المقاومة يتغنون بشعره وهو يعيش بعيدا عنهم .. لا بد له من الذهابإليهم.
وعلى رغم نصيحة أصدقائه، واعتلال صحته، وما كان ينوء به من إعياء سنوات عمره التي تجاوزت الثمانين، شد الرحال إلى باكستان.
وهناك .. على أرض أفغانستان ..
هوى في ساحة الجهاد وأرض المعركة (١)!
خير الدين محمود الزركلي (١٣١٠ - ١٣٩٦ هـ- ١٨٩٣ - ١٩٧٦ م)
مؤرّخ، دبلوماسي، شاعر.
ترجم لنفسه في آخر جزء من الأعلام.
خير الدين الزركلي
وقد تبدو نسبة «الزّركلي» غريبة في لفظها على سمع القارئ، ولو أنها اشتهرت لشهرة صاحب الأعلام، لكن خير الدين الزركلي .... خطه في آخر مقدمة للأعلام
المعروف أن «الزركلية» قبيلة، أو أسرة كردية.
وقد صدر كتاب فيه بعنوان «علم الأعلام: خير الدين الزركلي» لعدّة أدباء ومفكرين، وهو بدون أية بيانات نشر، ويقع في ٢٨٤ ص من القطع الوسط.
ويبدو أنه من إشراف أو إصدار وزارة الثقافة السورية. وفيه أنه ترك العمل في المغرب كسفير، إلى الحياة في بيروت.
وأنه نظم ثلاثة أبيات شعر في بيروت قبل وفاته بثلاثة أيام- وكان أثناء الحرب الأهلية- وهي:
متى تتبرّج الدنيا ويشدو ... هزار ربيعك بعد النحيب
وتبتسم الأزاهر في رباها ... معطرة الندى بشحيم طيب
أما للكارثات من الرزايا ... ختام بين «أحمد» و «الصليب»؟
وكتب عنه في مجلة «العرب» الصادرة في الرياض س ١١ ع ٧ - ٨ (محرم- صفر) ١٣٩٧ هـ ص ٦٢٩ - ٦٣٧، وكتاب «مائة علم عربي في مائة
(١) الشرق الأوسط ع ٣١٠٦ - ٤/ ١٠/ ١٤٠٧ هـ بقلم زكي الصراف.