للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفراد عائلته (١).

محيي الدين خالد أبو يحيى (١٣٣٢ - ١٤٠٤ هـ- ١٩١٣ - ١٩٨٤ م)

شيخ فاضل.

يلقب بالشيخ الأبيض الشافعي.

ولد في عربين بسورية، وبدأ بقراءة القرآن الكريم، طلب العلم عند الشيخ محمد بدر الدين الحسني، وسبب طلبه للعلم عنده أن الشيخ محمد عبده الحربي عيّنه مؤذنا في جامع عربين الكبير لحسن صوته، وفي تلك الفترة زار الشيخ بدر الدين قرية عربين فاستقبله الناس استقبالا عظيما، ونظم شيخ المكتب قصيدة وأمر المترجم له بإلقائها أمام الشيخ، فألقاها، ثم تقدم إلى الشيخ وقبّل يده، فقال له الشيخ:

أتذهب معي إلى دمشق لطلب العلم؟

فقال: نعم، فطلب الشيخ من والديه أن يأذنا له في أخذه، فرحبا بذلك.

فأخذه معه وأكرمه، وخصص له غرفة في دار الحديث، وبعد فترة رجع إلى عربين وأعلن بين رفاقه وأصدقائه ما فعله معه الشيخ من الإحسان والإكرام، فجعل الشباب يتوافدون من عربين إلى دار الحديث، حتى بلغ عدد الطلاب من عربين أكثر من خمسين طالبا، لم يثبت منهم إلا المترجم له، والشيخ سعيد الهرباوي، والشيخ أحمد قويدر!

وكان الشيخ بدر الدين يحبه لأنه كان نشيطا خفيف الظل، فكان يسر منه ويقول له: فلتحيا أبا يحيى مادام في وجهك لحية.

وحين كان عمره نحو خمس عشرة سنة طلب الشيخ محمود العطار منه أن يرافقه لأداء فريضة الحج، فقبل ذلك، وكان قد اشترى أو استأجر جملا واحدا، وكانت ترافقه زوجته، فركب الشيخ محمود مع زوجته، وكان المترجم له يسير مشيا على قدميه، عدا بعض فترات يركب فيها.

ثم رجع إلى دمشق وبقي ملازما للشيخ بدر الدين إلى وفاته، فانتقل بعده إلى أبي الخير الميداني.

وعند ما بلغ الثلاثين من عمره تزوج، وعمل بالتجارة، وتحاشى فيها الغش، وصبر على القليل من الحلال، وعاش فقيرا.

كان صالحا، ذا أخلاق حسنة، محبا للخير، فقد سعى في توسعة الجامع الكبير في عربين، كما سعى في حفر بئر للمسجد.

وقد أوذي .. فكان له حسّاد يسعون إلى إيذائه ورفع التقارير الكاذبة ضده، وهدّد مرة بالسجن فأجاب: الإمام أبو حنيفة توفي في السجن وأنا لست أفضل من الإمام أبي حنيفة. ثم سلم نفسه إلى المخفر وقال لابنه: ليس لي عندكم وصية يا أولادي إلا أن تحسنوا إلى من أساء إليكم، ثم جرت المحاكمة وانتهت ببراءته من جميع التهم الملصقة به. ثم إن أولاده طلبوا منه أن يرفع دعوى ضد الذين آذوه وعادوه فرفض ذلك وقال: إني سأزورهم فردا فردا.

وأقام في جامع الشلاح بالزبداني، وكان خطيبا فيه وإماما، وكان يذهب في الشتاء إلى العمرة ويقضي هناك شهرين أو يزيد.

وبقي في المسجد المذكور إلى آخر حياته، تاركا هموم الدنيا، زاهدا فيها، وكان يقول: إذا رأيتم عندي شيئا من المال فأنفقوه قبل دفني.

حضر في آخر عمره مولدا في عربين، فتوفي وهو في المولد يوم الجمعة ١١ أيار (مايو) (٢).

محيي الدين بن خليفة (١٣٥٧ - ١٤٠٤ هـ- ١٩٣٨ - ١٩٨٤ م)

أديب، قاص.

ولد بمدينة مساكن في تونس، وتعلم بالصادقية، ثم اشتغل بالتدريس، وتولى مهمة حافظ مكتبة، والتحق بجامعة السوربون بفرنسا، حيث شرع في إعداد دكتوراه حول الأسرة والتربية. اشتهر بغزارة مؤلفاته القصصية التي امتازت بتصوير واقع المجتمع التونسي، منها الروايات المطبوعة التالية: الشجرة، الرماد، سوق الكلاب.

وله مؤلفات عديدة كان قد أعدها للطبع، كما أعد مسلسلات لعدة تلفزيونات عربية (٣).

المختار بن بلول الجكني (٠٠٠ - ١٣٩٨ هـ- ٠٠٠ - ١٩٧٨ م)

عالم، فقيه.

من موريتانيا.

أفتى في عهد الاستعمار بعدم جواز إرسال الأطفال إلى المدرسة الفرنسية.

قدّم الباحث أحمد سالم بن مولاي علي رسالة جامعية في حياته العلمية والاجتماعية (٤).

مختار توفيق خالد (٠٠٠ - ١٤٠٤ هـ- ٠٠٠ - ١٩٨٤ م)

مختار خالد


(١) جمهورية الخوف ص ٢٦ - ٢٧، ٤٥٢.
(٢) أرسل إلي بالترجمة الأستاذ عمر موفق النشوقاتي، وذكر أنها كتبت بقلم محمد خير ابن المترجم له، وأعطاه إياها ابن عمه يحيى أبو يحيى، وفيها تعديل وترتيب بقلم محمد نور يوسف.
(٣) مشاهير التونسيين ص ٦٢٢.
(٤) بلاد شنقيط: المنارة والرباط ص ٥٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>