للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستعمار الفرنسي، وتعرض للسجن من قبل المستعمرين قبل استقلال المغرب، ويعد من روّاد الحركة السلفية التي كان أبرز رموزها علال الفاسي وعبد الحميد بن باديس، وغيرهما.

فضلا عن ذلك كان من المتخصصين في التراث العربي والإسلامي، وبصفة خاصة في التراث الأندلسي، وله عدة دراسات قيّمة في هذا المجال. وهو عضو أكاديمية المملكة المغربية، وأستاذ بجامعتي محمد الخامس والقرويين.

توفي في شهر رجب (١).

من آثاره العلمية:

محمد إقبال مفكرا إسلاميا، المسلمون وإشكالية الوحدة، روضة التعريف بالحب الشريف/ لسان الدين بن الخطيب (تحقيق)، من المنظور الإسلامي، دراسة المؤلفات الجديدة (بالاشتراك)، دراسة المؤلفات: في الأدب الجاهلي- حديث الأربعاء، ساعات بين الكتب، الصراع بين القديم والجديد في الأدب العربي الحديث.

محمد كجام (١٣٥٦ - ١٤١١ هـ- ١٩٣٧ - ١٩٩١ م)

داعية إسلامي من جنوب إفريقيا.

كان يعمل أستاذا محاضرا في الجامعة العربية بمدينة الكاب، كما شغل منصب أول مدير للتجمع الإسلامي منذ بداية السبعينات الميلادية، وهو أول سكرتير لحركة الشبان المسلمين في جنوب أفريقيا.

توفي في مدينة رأس الرجاء الصالح (الكاب) (٢).

محمد كمال الدين بن محمد علي السنانيري (١٣٣٧ - ١٤٠٢ هـ- ١٩١٨ - ١٩٨١ م)

الداعية، المجاهد، الصابر، الزاهد، الشهيد.

سجن في مصر أكثر من عشرين عاما ... وانتقل إلى ميدان الجهاد في أفغانستان، الذي أعطاه جهده وطاقته، وبذل أقصى ما يستطيع لدعمه ورفده، وإصلاح ذات البين بين قادته الذين أحبوه جميعا .. وكانت له جولات في البلاد العربية والإسلامية.

وبعد عودته من أفغانستان إلى بلده، اعتقل، وصبّ عليه العذاب لمعرفة دوره في الجهاد الأفغاني، ودور من معه، ولكن استعصى عليهم ذلك، فظلوا يعذبونه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، ولقي ربه شهيدا، في الثامن من شهر كانون الأول (ديسمبر).

ولد في الحادي عشر من مارس (آذار). وفي عام ١٩٣٤ حصل على الثانوية العامة، والتحق بوزارة الصحة في قسم مكافحة الملاريا.

في عام ١٩٣٨ ترك العمل في الصحة، وأراد الالتحاق بإحدى الجامعات الأميركية لدراسة الصيدلة للعمل في صيدلية الاستقلال التي يملكها والده، إلا أن أحد علماء الدين أقنعه بعدم السفر إلى أميركا، بعد أن هيأ حقيبة السفر وباع أثاث بيته واتجه إلى الإسكندرية لركوب الباخرة المتجهة إلى هناك.

أنضم إلى جماعة الإخوان المسلمين في أوائل الأربعينات.

وفي أثناء الحرب العالمية الثانية عمل في ميناء شبه حربي كانت تنزل فيه معدات جيوش الحلفاء وتمويناتهم، واسم هذا الميناء «أبو سلطان»، وكان من ضمن المعتقلين في عام ١٩٥٤ (اعتقل في الشهر العاشر) وحكمت عليه المحكمة التي أنشأها عبد الناصر بالسجن الذي أمضى فيه كامل الحكم، حتى أفرج عنه في شهر يناير ١٩٧٣.

أصيبت أذنه بأذى من شدة التعذيب، فنقل إلى مستشفى القصر العيني، وكان يحمد الله بعد خروجه من السجن، لأنه صار يسمع بأذنه المصابة أفضل مما يسمع بأذنه السليمة!

ومن شدة التعذيب الذي لاقاه في السجن أن شقيقا لزوجته السابقة أصيب بالذهول من فظائع التعذيب حتى جنّ ونقل إلى مستشفى الأمراض العصبية.

في فترة سجنه عقد قرانه على شقيقة الشهيد سيد قطب «أمينة» وتزوج بها بعد خروجه من السجن في عام ١٩٧٣، ولم يرزق منها بأطفال.

لم يكن يميل إلى الاستقرار في مكان واحد، وكان حبه لدعوته يجعله كثير التنقل والأسفار، ولهذا لم يقتن شقة وأثاث بيت، يقيم أحيانا عند شقيقته الكبرى الأرملة، التي قلما كانت تبقى في بيتها لزياراتها إلى الأهل وأفراد الأسرة. وكانت شقة أخته قريبة من إدارة تحرير مجلة الدعوة في عابدين.

كان بطبعه لا يحب المظهرية، ويميل إلى البساطة. يرتدي القميص والبنطال، ويطلق لحيته، ويحب البسطاء من الناس .. يعظهم ويجمعهم حول عقيدتهم نقية من البدع والشوائب.

وكانت والدته وشقيقته الكبرى تواظبان على حضور جلسات محاكمته في عام ١٩٥٤. وفي الجلسة الأولى لم تتعرف عليه والدته، لما أصابه من التعذيب، فسألت ابنتها: أين أخوك؟

فقالت لها: الذي في القفص، فردت عليها الأم: (لا يا بنتي. أنا «عبيطة» حتى لا أعرفه) وكان ظهر وقد نحف جسمه حتى باتت ثيابه فضفاضة عليه، وحلقوا شعر رأسه، وكسروا فكه حتى تغير كلامه، وبقيت والدته في تلك الجلسة مصرة على أن هذا ليس ابنها كمالا.


(١) الفيصل ع ١٧١ (رمضان ١٤١١ هـ) ص ١٣.
(٢) الفيصل ع ١٧٣ (ذو القعدة ١٤١١ هـ) ص ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>