للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليه، فاختار لنفسه من هذا البيت أحطّ غرفة وأضيقها لئلا تغيب عن باله أيام الضنك والضيق.

وأكب على الدروس الدينية، وأقبل على اللغة العربية وعلومها، واكتشف مواهبه الشعرية، وأخذ ينظم الشعر.

وانتسب إلى جمعية «الرابطة الأدبية»، وأخذ يشارك في نشاطاتها، إلى أن تفوق في نظم الشعر، وكان طيب النفس، كثير المزاح.

وكانت مكتبته عامرة بنفائس الكتب، وقلما يصدر كتاب من كتب العلوم الإنسانية الحديثة إلا ويقتنيه ويقرأه.

ولما كبر لبس العمامة السوداء.

ومما صدر له:

- من تفسير القرآن الكريم.

- محاضرات في التفسير (ألقاها في صحن الإمام علي في ليالي شهر رمضان، ونشرت بعض حلقاتها في مجلة «الإيمان» النجفية) (١).

محمد جميل أحمد غازي (١٣٥٥ - ١٤٠٩ هـ- ١٩٣٦ - ١٩٨٩ م)

عالم، باحث، داعية، سلفي.

ولد في كفر الجرايدة من أعمال محافظة كفر الشيخ في مصر.

وقد حفظ القرآن الكريم وهو في الحادية عشرة من عمره، فأتاح له ذلك سبيل الالتحاق بالأزهر، حيث حصل على الشهادتين الابتدائية والثانوية من معهد طنطا الديني، وفي العام ١٩٦٠ أتم دراسته العالية في كلية اللغة العربية الأزهرية ونال إجازتها، ثم حصل بعد عام على شهادة التخصص في التربية وعلم النفس، وفي العام ١٩٧٠ أحرز درجة الماجستير في الأدب العربي، ثم أتبعها بشهادة الدكتوراه في النقد الأدبي مع الامتياز ومرتبة الشرف الأولى سنة ١٩٧٣.

أما أسرته فيغلب عليها الطابع العلمي، فالوالد والجد وأبو الجد وأخو الجد كلهم من علماء الأزهر الشريف ..

وكان لوالده ندوة فكرية يحضرها كثير من العلماء والأدباء (وفيها يقرؤون ما رق وراق وعذب وحلا من الأدب والشعر) وكان من أثرها في نفسه أن نظم فيما بعد على غرارها ندوة للناشئين من أدباء الشباب.

ومن هذا المنطلق تتابع نشاطه في حقل الفكر والأدب، فكان له مشاركات في كثير من الفنون مطلع شبابه، وخاصة في ميدان الشعر والقصة. وقد أخرج ولمّا يتجاوز السادسة عشرة أول مؤلف له بعنوان «من أحاديث الوجدان». وشارك في الكثير من الجمعيات الإسلامية العاملة في ميدان الدعوة، فكان نائبا للرئيس العام في جمعية أنصار السنة المحمدية، ثم ولي الرئاسة العامة للمركز الإسلامي العام لدعاة التوحيد والسنة بالقاهرة، وعمل عضوا مشاركا في هيئة التوعية الإسلامية بالحج في مكة المكرمة، وعضوا مراقبا في منظمة الدعوة الإسلامية بالسودان، وهو العضو المؤسس لجمعية رعاية حديثي العهد بالإسلام في السودان أيضا، وقد شارك في العديد من المؤتمرات وطوّف في الكثير من بلدان العالم الشرقي والغربي محاضرا ومحدثا وداعيا إلى الله؛ ومن أشهر مشاركاته في نطاق العمل الإسلامي، ذلك اللقاء المبارك الذي عقد في السودان لمحاورة القسيسين الثلاثة عشر، وكان محصوله إعلان هؤلاء قناعتهم بحقائق الإسلام ودخولهم في دين الله دفعة واحدة.

وقال: لقد كان لإسلام هؤلاء الإخوة أثر كبير وواسع في تلك الأوساط، إذ اقتدى بهم الألوف من أبناء جلدتهم فأعلنوا انضواءهم إلى دين الفطرة، التي فطر الله الناس عيها.

وله موقف عنيف من الصوفية ..

ووصف الشيخ محمد المجذوب كتابه «الصوفية: الوجه الآخر» بأنه يتأجج نارا على الصوفية والتصوف، ويريد أن يأتي عليها جملة واحدة.

من أعماله الأولى الأدبية: آلة من ذهب، لن يصلبوا التاريخ، ثم أذن الفجر، ثائر من بلدنا، جولات مع المفكرين.

أما كتب التراث فقد حقق منها غير كتاب (الأوائل لأبي هلال العسكري) الذي نال به درجة الامتياز في الدكتوراه: (الطرق الحكمية في السياسة الشرعية) ثم (الداء والدواء) و (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح) و (زاد المهاجر إلى ربه) وهذه الأربعة من تواليف الإمام ابن قيم الجوزية، ثم تأتي الخمسة الآتية من روائع شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية، وهي (الصوفية والفقراء) و (العبودية) و (رأس الحسين رضي الله عنه) و (الحسنة والسيئة) ثم (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، وأخيرا (استشهاد الحسين) من عمل تلميذه ابن كثير ..

أما مؤلفاته الخاصة فمنها: (مفردات القرآن) في ثلاثة أجزاء، ثم (المنافقون كما يصورهم القرآن الكريم)، و (تفسير سورة إبراهيم) و (الصوفية- الوجه الآخر) و (الطلاق شريعة محكمة لا أهواء متحكمة) و (عقبات على طريق المسيرة الإسلامية) و (دموع قديمة) و (أسماء القرآن في القرآن) وأخيرا (مجدد القرن الثاني عشر: محمد بن عبد الوهاب) (٢).

محمد جميل بيّهم (١٣٠٥ - ١٣٩٨ هـ- ١٨٨٧ - ١٩٧٨ م)

كاتب، مفكر، مؤرخ، اجتماعي.

ولد في بيروت. ويرجح أن يكون


(١) هكذا عرفتهم (٧/ ٧٣ - ٩٤). معجم الدراسات القرآنية عند الشيعة الإمامية ص ٢٦٣، ٢٩٢، ٢٩٤. وفي المصدر الأخير ذكر أنه مات بالنجف سنة ١٩٧٩ م.
والعمامة السوداء هي شعار السادة الذين يحق لهم أن يكونوا من رجال العلم، أما من يعتمون العمامة الخضراء فهم السادة الذين ليسوا من العلماء (وانظر المستدرك).
(٢) علماء ومفكرون عرفتهم ٣/ ١٧٧ - ١٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>