للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحقوق والآداب بجامعة دمشق وتخرج فيها عام ١٩٣٥ م، كما حصل على درجة الليسانس في الآداب من جامعة السوربون بباريس عام ١٩٣٧ م، والدبلوم في علم الاجتماع والأخلاق عام ١٩٣٨ م، وهناك اطلع على الثقافة الغربية مباشرة وعرف كبار المفكرين في الغرب، عرفه المستشرق الفرنسي (جاك بيرك) وقال عنه بأنه صاحب «مدرسة فكرية إسلامية جديدة تنطلق من الإسلام ذاتا».

عمل مدرسا للأدب العربي في المدارس الثانوية بدمشق، ثم مفتشا عاما للغة والدين، ثم محاضرا في كلية آداب جامعة دمشق عام ١٩٤٧ م، ثم أستاذا في كلية الشريعة وعميدا بجامعة دمشق، ثم عمل أستاذا ورئيسا لشعبة الدراسات الإسلامية بجامعة أم درمان عام ١٩٦٦ م، ثم رئيسا لقسم الشريعة بكلية الشريعة بمكة المكرمة عام ١٩٦٩ م، ثم مستشارا لجامعة الملك عبد العزيز، وأستاذا في الجامعة الأردنية حتى تاريخ وفاته.

وكان له نشاط سياسي، فكان نائبا عن مدينة دمشق عام ١٩٤٧ م، ثم وزيرا للأشغال العامة والمواصلات، ثم وزيرا للزراعة خلال الفترة من ١٩٤٩ - ١٩٥٢ م، وعاد إلى مجلس النواب عام ١٩٥٤ إلى عام ١٩٥٩ م.

شارك إبّان حياته في العديد من المؤتمرات العلمية والعالمية، وأسهم في وضع عدد من المخططات التعليمية والجامعية في البلاد العربية، فكانأول من أضاف مادتي «نظام الإسلام» و «حاضر العالم الإسلامي» في الدراسات الجامعية، وشارك في ندوة اللقاء الإسلامي المسيحي في باريس سنة ١٩٧٤ م، مع العديد من العلماء المسلمين الذين مثلوا مختلف الدول الإسلامية.

وكان كعادته- رحمه الله- يقصد المدينة للزيارة، فقصدها مع زوجته وابنته يوم الاثنين ٤/ ٢/ ١٤٠٢ هـ، وفي صبيحة يوم الخميس ٧ صفر، الموافق ٣ كانون الأول (ديسمبر)، أدركته الوفاة بالسكتة القلبية، وهو في طريقه إلى الطبيب مع أحد إخوانه، بعد وقت قصير من عبارة قالها وهو يمرّ من أمام مقبرة البقيع: «هنيئا لمن يدفن في البقيع»، ودفن هناك!

وقد رثاه الشاعر الإسلامي ضياء الدين الصابوني بقصيدة قال فيها:

أبكي الشمائل والفضائل والنهى ... أبكي الأخوة والوداد الأكملا

فلقد عرفتك مخلصا متواضعا ... ولقد عرفتك في المكارم أوّلا

ما مات من ترك المفاخر بعده ... أبدا ولا نال العلا من أهملا

راض الصعاب بهمّة جبارة ... وحلا له مرّ الحياة وما حلا

لا راعنا فيك الزمان فأنتم ... أمل الشباب إذا القضاء تنزّلا

فاهنأ أخي بجيرة محمودة ... جعلت لكم جنات عدن منزلا

آثاره ومؤلفاته:

تنوعت آثاره بين اللغة والأدب، والإسلاميات، والدراسات الاجتماعية.

وقد خلّف مجموعة من الكتب والرسائل النافعة التي عالجت أهم قضايا المسلمين، وواقعهم هي:

- سلسلة نظام الإسلام صدر منها:

(العقيدة والعبادة)، (الاقتصاد)، (الحكم والدولة).

- المجتمع الإسلامي المعاصر.

- الفكر الإسلامي الحديث في مواجهة الأفكار الغربية.

- آراء ابن تيمية في الدولة ومدى تدخلها في المجال الاقتصادي.

- دراسة أدبية لنصوص من القرآن.

- نحو إنسانية سعيدة.

- فقه اللغة وخصائص العربية.

- فن القصص في كتاب البخلاء للجاحظ.

- عبقرية اللغة العربية.

- الأمّة العربية في معركة تحقيق الذات.

- الأمّة والعوامل المكوّنة لها.

- العقيدة في القرآن الكريم.

- ذاتية الإسلام أمام المذاهب والعقائد.

- نحو وعي إسلامي جديد.

- المشكلة الثقافية في العالم الإسلامي.

- جذور الأزمة في المجتمع الإسلامي.

- مذكرات في الثقافة الإسلامية.

- الإسلام والفكر العلمي.

- نظرة الإسلام العامة إلى الوجود وأثرها في الحضارة.

- بين الثقافين الغربية والإسلامية.

هذا بالإضافة إلى مقالات ودارسات نشرت في كثير من المجلات الإسلامية العلمية، وكان آخر مقال له في مجلة «الأمة» الصادرة في دولة قطر وموضوعها: «مفهوم الأمة بين النظريات الاجتماعية والتصور الإسلامي». وهو من أجود المقالات في موضوعه (١).

محمد عبد اللطيف دراز (١٣٠٨ - ١٣٩٧ هـ- ١٨٩٠ - ١٩٧٧ م)

من علماء الأزهر. سياسي، مكافح.

ولد في قرية محلة دياي بمحافظة


(١) الفيصل ع ٦٢ (شعبان ١٤٠٢ هـ) ص ٧١ بقلم رياض صالح جنزرلي، الفيصل ع ٥٨ (ربيع الآخر ١٤٠٢ هـ). وله ترجمة طويلة في كتاب: علماء ومفكرون عرفتهم ص ٢٢٩ - ٢٦٣ (ج ١)، و ٣/ ٣٣٧ - ٣٤٢، وأعلام القرن الرابع عشر الهجري/ أنور الجندي ص ٤٥٣ - ٤٦٢، والبعث الإسلامي مج ٢٦ ع ٧ ص ٩٨ - ١٠٠، وتاريخ علماء دمشق ٣/ ٤٢١، وترجمة له في كتابه «بين الثقافتين الغربية والإسلامية» الصادر عن دار الفكر عام ١٤٠٠ هـ، ودراسة في فكره في كتاب: حقيقة الفكر الإسلامي/ عبد الرحمن بن زيد الزنيدي.- الرياض: دار المسلم، ١٤١٥ هـ، ص ٢١٣ - ٢٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>