للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التي أنشأها ولي العهد أحمد يحيى حميد الدين، وهنالك تلقى الكثير من دراسته وثقافته. ومن أبرز مشايخه بها زيد بن علي الموشكي، ومفتي الجمهورية أحمد محمد زبارة، الذي درس عليه في أمهات الحديث الستّ، وتفسير الكشاف للزمخشري، كما تلقى دراسته في القراءات السبع للقرآن الكريم من شيخه محمد بن محمد بن إسماعيل المنصور. ولما تولى الإمام أحمد مقاليد الأمر بعد أبيه عمل عضوا بالديوان الملكي بتعز، وأولى عنايته بالدراسات التاريخية منذ شبابه حتى الوفاة. وكان أحد المؤرخين اليمنيين القلائل الملمّين بالمسند الحميري، فأعانه ذلك على اكتشاف الكثير من حلقات التأريخ اليمني قبل الإسلام، وشغل بعد ثورة سبتمبر منصب وزير الأوقاف، وكان له خلال ذلك منجزات، أقربها إنشاء معهد علمي بمدينة زبيد، وهو ما يعرف الآن بمعهد المقري. انقطع خلال عشر السنوات الأخيرة من حياته لتأليف كتابه الهامّ:

«تاريخ اليمن العامّ» في خمسة أجزاء.

ومنح وسام المؤرّخ العام من قبل اتحاد المؤرخين العرب.

نعاه تلفاز صنعاء مساء الجمعة ٣ جمادى الآخرة من السنة المذكورة (١).

[محمد يوسف]

مولانا محمد يوسف (أمير الجماعة الإسلامية بالهند)

آخر سطور البدوي بخطه

[محمود البدوي]

(١٣٣١ - ١٤٠٦ هـ- ١٩١٢ - ١٩٨٦ م)

من رواد القصة القصيرة العربية.

كتب القصة خمسين عاما، واهتم بتصوير المأساة والملهاة في حياة البسطاء في البارات والمقاهي ومكاتب العمل والأسواق وقرى الصعيد والغرف المفروشة، وأبدع في تصوير حياة الغربة ومعايشة الأجانب.

[محمود البدوي]

وذكر في مقابلة معه ثلاثة ممن سبقوه في كتابة القصة القصيرة بمصر، هم: محمود تيمور، وأحمد خيري سعيد، ويحيى حقي. ثم ذكر تأثره بتشيخوف، دون الأدباء العرب. وقال عنه محمود تيمور: «محمود البدوي في معظم إنتاجه يرتقي إلى القمة التي تربع عليها تشيخوف».

وعند ما سئل عن مواصفات القصة الجيدة في نظره كان من بين إجابته «المبادئ والمواصفات التي يدعو إليها أساتذة الأدب في الجامعات يجب ألا تسيطر على الفنان وهو يكتب. فأنا أكتب القصة بعفوية وأكتب بواقعية.

وهناك أستاذ جامعي وضع للقصة القصيرة ١٨ قاعدة ولكنه للأسف الشديد لم يكتب قصة قصيرة واحدة ناجحة، لأن القاعدة كانت في رأسه وهو يكتب».

عمل موظفا في وزارة المالية. وبدأ حياته الأدبية بترجمة القصص القصيرة ونشرها في الدوريات المختلفة. وأجمع النقاد على أن إنتاجه أهمل ولم يعط حقّ الإشادة أو النقد، وذكر هو كذلك في مقابلة معه، وقد أصدر (٢٣) مجموعة قصصية، ولم يجر معه التلفزيون مقابلة، ولم تمثل له قصة، وقال سيد حامد النساج إنّه «لم يحصل على جائزة الدولة التقديرية إلى أن مات لأنه لم ينضو تحت لواء حزب ولم ينتم إلى شلة ... ولم أصادف كاتبا من كتاب القصة الكبار وأنا أعد لرسالة الدكتوراه إلا وأشار علي بأنه تأثر بمحمود البدوي طويلا طويلا ... ».

صدرت مجموعته «الرحيل» عام ١٩٣٥، ثم تتالت بالعناوين التالية:

رجل، فندق الدانوب، الذئاب الجائعة، العربة الأخيرة، حدث ذات ليلة، عذارى الليل، الأعرج في الميناء، الزلة الكبرى، غرفة على السطح، ليلة في الطريق، حارس البستان، الجمال الحزين، عذراء ووحش، مدينة الأحلام، مساء الخميس، السفينة الذهبية، صقر الليل، صورة في الجدار، الظرف المغلق، الغزال في المصيدة.


(١) كواكب يمنية ص ٧٦٣ - ٧٦٤، وانظر مؤلفاته في ترجمته الأولى.

<<  <  ج: ص:  >  >>