للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقدرة عجيبة في المحافظة على حقوقهم، حتى تفرغ لأعماله الخاصة ونظارة وقف آل هاشم، فأصبح لوقفهم شأن بعد إشرافه ونظارته عليه، حيث تضاعف دخله، ونمت موارده، وتعدّدت بفضل الله ثم بحنكته وخبرته وتجربته.

ووصفه الدكتور نايف الدعيس يقوله:

«غفل عن الإشادة بذكره أصحاب الأقلام وهو من أحقّ من يذكر وأجدر من يتحدث عنه، فقد كان طيب السريرة، نقيّ القلب، هادئ الطبع، أبرز صفاته ومفتاح شخصيته العزم والعزيمة، والإرادة والتصميم، لا يعرف عنه التراجع في اتخاذه القرارات، قوي الشكيمة، عميق الفكر.

نظرته ثاقبة، ولمحاته ذكية، لا يلتفت إلى غير خصوصياته، وهو دائم الصمت، قليل الكلام، وحديثه على قدر معناه.

كان مثالا للجود والكرم، داره مفتحة الأبواب للقاصي والداني، القريب والبعيد».

توفي يوم الخميس ١٢ ذي الحجة (١).

علي بن سالم المحمد (١٣٤٠ - ١٣٩٨ هـ- ١٩٢١ - ١٩٧٨)

عالم جليل.

هو علي بن سالم المحمد السالم.

ولد في خب البريدي، غربي مدينة بريدة بالسعودية. حفظ القرآن الكريم، وقرأ على أعيان علماء بريدة. ومن أبرز مشايخه: عبد الله بن محمد بن حميد، وصالح بن أحمد الخريصي، وسليمان المشعلي.

عين إماما بمسجد الخضير بشمالي بريدة، وجلس للطلبة، وتعين قاضيا في المحكمة المستعجلة ببريدة، ثم حائل، حتى توفي في شهر ربيع الآخر (٢).

علي بن سليمان الضالع (١٣٢٩ - ١٣٩٧ هـ- ١٩١١ - ١٩٧٧ م)

عالم جليل، فرضي شهير.

ولد في «الشقة» من ضواحي بريدة في السعودية، ورباه والده أحسن تربية، من آل التويجري. حفظ القرآن غيبا، ودرس العلوم الشرعية على علماء بريدة والقصيم، ومن شيوخه:

عبد العزيز العبادي، وعمر بن سليم، وعبد الله بن محمد بن حميد.

نبغ في فنون عديدة، خصوصا في الفقه والفرائض وحسابها. وكان عمدة في التوثقات وعقود الأنكحة. ويحسن إلى الخلق بشتى طرق الخير.

تعين إماما بمسجد الشيخ ناصر بن سيف منذ عام ١٣٥١ هـ، وجلس للطلبة هناك .. يعمل، ويرشد، ويصلح. ثم تعين مدرسا في المعهد العلمي ببريدة عند ما افتتح سنة ١٣٧٣ هـ، حتى آخر حياته.

توفي في ١٥ ربيع الأول إثر حادث (٣).

علي سيدو الكوراني (١٣٢٦ - ١٤١٢ هـ- ١٩٠٨ - ١٩٩٢ م)

كاتب، دبلوماسي، مترجم، لغوي.

اسمه علي سيدو علي الكوراني الكردي.

ولد بمدينة عمّان، وهو ينتمي إلى قبيلة دودكان الكردية، من الفرع الذي يقطن في السهل المعروف ب (دشتا كوران) بين مدينتي ديار بكر وارغني في كردستان التركية، واسم قريته لغري.

جاء جده مع القوات التركية سنة ١٨٨٠ إلى بلدة السلط في الأردن، التي افتتحت فيها السلطات العثمانية أول مركز حكومي، وجعلت فيها قائمقاما وشرطة ودركا، بالإضافة إلى الدوائر الحكومية الأخرى، وكان جميع رجال الأمن فيها من الأكراد، توفي جده في السلط، ودفن بالقرب من قلعتها، وأسرته منذ ذلك التاريخ تقيم في الأردن.

علي سيدو الكوراني

بدأ دراسته الابتدائية سنة ١٩١٦ في عمان بمدرسة افتتحها العثمانيون أول مرة سنة ١٩١٥ م وجعلوا التدريس فيها باللغة التركية، وفي سنة ١٩٢٠ التحق بمدرسة إنجليزية في مدينة القدس تدعى مدرسة المطران جوبت، وتشتهر بمدرسة صهيون لوقوعها على جبل يدعى صهيون. وفي هذه المدرسة أكمل الصف الثاني الإعدادي، ثم التحق بمدرسة روضة المعارف الوطنية في القدس أيضا، وأتم فيها تحصيله الثانوي. وفي نهاية عام ١٩٢٤ التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت، وتخرج منها في ١٩٢٨ بدرجة بكالوريوس علوم في السياسة والاقتصاد، وكان أول أردني جامعي.

وفي عام ١٩٢٩ عين أستاذا للغة الإنجليزية في ثانوية عمان الحكومية، وبعد خمسة أعوام عين سكرتيرا للمجلس التشريعي الأردني. وفي عام


(١) المدينة ع ٧٤٠٨ - ١٦/ ١٢/ ١٤٠٧ هـ.
(٢) روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد وحوادث السنين ٢/ ١٣٢ - ١٣٣.
(٣) روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد وحوادث السنين ٢/ ١٣٠ - ١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>