للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفسه الذي كان هو يكابد الاعتقال في سجون الحلفاء، وظل مدافعا عن الإسلام، ثم اضطر إلى الهجرة من ديار الإسلام ليحافظ على استقلال رأيه، فأقام منذ أوائل الثمانينات في طنجة، فالبرتغال، ثم إسبانيا.

كان أول من بشر بالدولة الإسلامية وجاهد في سبيلها، وظل يسدي النصح الصبور إلى الإسلاميين ليقنعهم بأن الموعظة الحسنة والبناء المتأني لا الصراع المتعجل، هو سبيل البناء الإسلامي الصحيح.

رفض إسرائيل وحاربها، وظل حتى آخر أيامه يكتب ليثبت بمنطق العقل أن المسلمين هم أولى الناس بالقدس ورعايتها وعمارة مساجدها ومقدساتها.

لم يكن يساوم في معتقداته، ولم تلن له عزيمة في سبيل بناء صرح الإسلام، ولم يكن يرى في الإسلام الحل فقط لمعضلات المسلمين، بل كان يرى فيه مستقبل البشرية كلها.

كان أول كتبه عن الإسلام بعنوان (الإسلام على مفترق الطرق) الذي نشر سنة ١٩٣٤ ونال شعبية واسعة. كانت فكرة مفترق الطرق دعوة إلى المسلمين ليتخذوا الطريق الصحيح ويتجنبوا الانقياد الأعمى للأنماط والقيم الاجتماعية الغربية.

وألّف أيضا «مبادئ الدولة في الإسلام» (١٩٤٧) و «شريعتنا هذه» (١٩٨٧) وهما يتناولان نظام الحكم في الإسلام، ولكن أيا من كتبه لم يفق انتشار «الطريق إلى مكة» الذي ترجم إلى أكثر لغات العالم، وقال عنه كاتب أوروبي مسلم في تأثير هذا الكتاب:

«إن أحدا لا يعرف عدد من وجدوا الطريق إلى الإسلام عبر هذا الكتاب الصغير».

عند وفاته كان يعد الجزء الثاني من مذكراته ليحكي فيها طرفا آخر من حياته العامرة، وكان العنوان الذي اختاره للكتاب هو: «عودة القلب إلى وطنه».

توفي في ٢٠ شباط (فبراير)، ودفن في مقابر المسلمين في غرناطة بالأندلس (١).

قلت: وقد رأيت للأديب الراحل عبد العزيز الرفاعي كتابا مخطوطا في حياته، ويبدو أنه لم يكمله. وكان يلتقي به في الأندلس. وقد كان يحضر ندوته الخميسية بالرياض .. ورأيته مرة في الندوة ساكتا، طوال ما كان موجودا! وكان طوالا، كبيرا في السن.

وله فيه مقال ظهر بعنوان: «أيام حزينة: النمساوي المسلم محمد أسد» في المجلة العربية س ١٧ ع ١٨٦ (رجب ١٤١٣ هـ).

ويوجد كتاب في سيرته أيضا بعنوان:

صيحة مسلم قادم من الغرب: إسلام محمد أسد/ مصطفى حلمي.- الإسكندرية: دار الدعوة، ١٤٠٥ هـ، ٩١ ص.

ومما وقفت على عناوين كتبه توثيقا:

- الإسلام على مفترق الطرق؛ ترجمة عمر فروخ.- بيروت: دار العلم للملايين، ١٤٠٧ هـ، ١١٩ ص (رأيت منه حتى الطبعة السابعة).

- الطريق إلى مكة؛ ترجمة عفيف البعلبكي؛ كتب مقدمته عبد الوهاب عزام.- بيروت: دار العلم للملايين، ١٣٧٦ هـ، ٤٠٤ ص.

- منهاج الإسلامي في الحكم؛ ترجمة منصور محمد ماضي.- بيروت: در العالم للملايين ١٣٩٨ هـ، ١٩٢. ص، ثم ط ٦، ١٤٠٣ هـ.

محمد بن إسماعيل الحجري (١٣٤٨ - ١٤٠١ هـ- ١٩٢٩ - ١٩٨١ م)

القاضي الأديب.

ولد في قرية بو حجر بتونس، والتحق بجامع الزيتونة، ثم مدرسة الحقوق التونسية.

عمل في سلك القضاء، وتدرّج في الوظيفة، وشغل منصب حاكم في عدة مناطق.

كتب المقال النقدي، والدراسة الاجتماعية، ونشر إنتاجه في الجرائد والمجلات التونسية والمشرقية.

من مؤلفاته:

- مرآة المرأة، (دراسة اجتماعية) تونس ١٩٦٤.

- مأساة المغرورة (قصة) تونس ١٩٦٥.

- أقضية القاضي (قانون) تونس ١٩٦٨.

- المختصر في الجنايات (قانون) تونس ١٩٧٢ م (٢).

محمد إسماعيل مرعي (٠٠٠ - ١٤١٣ هـ- ٠٠٠ - ١٩٩٣ م)

باحث إسلامي، قانوني.

عمل مدرّسا مساعدا في كلية الشريعة بجامعة الأزهر، وأوفد إلى فرنسا لنيل درجة الدكتوراه في القانون من جامعة «نانت» الفرنسية، واختار لرسالته موضوع «حق الإضراب في الشريعة الإسلامية والقانون المصري والفرنسي»، إلا أن المنية وافته قبل موعد المناقشة، فقام المشرف على الرسالة البروفيسور هدستيو بتقديم تقرير لوزير التعليم الفرنسي تحدث فيه عن جدية الرسالة وعمقها، واستنادا للتقرير قرر الوزير «جاك لانج» مناقشة الرسالة غيابيا، ومنح الباحث الدرجة (٣)!

محمد أمل فهيم دنقل (١٣٥٩ - ١٤٠٣ هـ- ١٩٤٠ - ١٩٨٣ م)

شاعر متميز.

اشتهر باسم أمل دنقل.


(١) حاضر العالم الإسلامي عام ١٤١٣ هـ، ص ٦١ نقلا عن مقال لعبد الوهاب الأفندي ٢٤/ ٤/ ١٩٩٢ م (بدون ذكر المصدر). وله ترجمة موجزة في «المسلمون» ع ٣٦٩ - ٢٥/ ٨/ ١٤١٢ هـ، والمجتمع ع ٥٨٠ (٧/ ١٠/ ١٤٠٢ هـ) ص ٣٨، لماذا أسلمنا ٥١، رسائل الأعلام ١٣١.
(٢) مشاهير التونسيين ص ٤٧٥.
(٣) الفيصل ع ١٩٦ (شوال ١٤١٣ هـ) ص ١٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>