للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في المسجد الحرام إلا إذا كان مسافرا أو مريضا، وبذل ما يملك في سبيل الإنفاق على المجاهدين، وأبنائهم الأيتام، ومع المنصب الرفيع الذي كان يشغله كمساعد لمدير الخطوط الجوية السعودية فقد كان متواضعا، زاهدا، عابدا، تاليا لكتاب الله، لم تشغله المناصب عن عبادة ربه، وقل أن يرى محتاجا إلا ويمد إليه يد المساعدة والعون، حتى لقد باع داره «الفيلا» التي يملكها في جدة وأنفق ثمنها على المجاهدين.

توفي في السابع والعشرين من شهر جمادى الأولى بينما كان يتجهز للخروج لصلاة الجمعة (١).

يوسف زين العابدين (١٣٥٦ - ١٤٠٦ هـ- ١٩٣٧ - ١٩٨٦ م)

طبيب، داعية.

تركي الأصل، عراقي النشأة. ولد في مدينة كركوك، درس الطب في تركيا، وتابع دراسته العليا في ألمانيا، متخصصا في الجراحة العامة، ثم في جراحة الأوعية الدموية. ومكث في ألمانيا خمسة وعشرين عاما.

وكان داعية، ينفق وقته وماله في سبيل دعوته. دمث الأخلاق، طيب القلب، محبا للخير، وكان همزة وصل بين الدعاة إلى الله من العرب والأتراك والألمان.

توفي يوم الأحد ٢٦ ذي الحجة الموافق ٣١ آب (أغسطس) إثر عملية جراحية أجراها في أحد مستشفيات برلين بعد إصابته بجلطة في قلبه، ودفن في مقبرة الأتراك ببرلين (٢).

يوسف شانج (١٣١٥ - ١٤١٠ هـ- ١٨٩٧ - ١٩٩٠ م)

الداعية الإسلامي الصيني الثري، المحسن الكبير.

أطلق عليه المسلمون في الصين:

«المسلم الحق».

ولد لأسرة فقيرة محافظة ببكين، وعمل وهو ما يزال صغير السن من أجل جمع ثروة يستخدمها في الترويج للإسلام ونشر رسالته طوال حياته، ولقد درس اللغة العربية في المسجد لمدة ست سنوات، كان أثناءها يمتهن صقل وتلميع الأحجار الكريمة في أحد المصانع المتخصصة ببكين، وأخيرا حالفه الحظ ليصبح أكبر تجار الأحجار الكريمة في الصين بدءا من عام ١٩١٩ م، وأصبح محله المسمى «ينج باوتساوي» أحد معالم بكين الرئيسية، قبل أن ينقل أعماله إلى تايبيه بعد اجتياح الشيوعيين للصين. كما قام بفتح فرع له في هونج كونج عام ١٩٥٠ م أسماه «شو باوتساي» وأخيرا بدأ نشاطه التجاري في لوس أنجلوس عام ١٩٦٧.

يوسف شانج

في عام ١٩٢٧ م قام بدعم مدرسة «شنج تاه» النظامية الإسلامية عند ما انتقلت من تسينان إلى بكين، وكانت آنئذ المدرسة الوحيدة التي يتدرب فيها المدرسون المسلمون على تأدية الفرائض والعبادات والشعائر الإسلامية.

وفي خلال حرب المقاومة ضد اليابان التي استمرت ثماني سنوات- وكانت جزءا من الحرب العالمية الثانية تنقل بين شنج كنج وبكين لكسب تأييد المسلمين لحكومة جمهورية الصين، واعتقلته الشرطة العسكرية اليابانية ذات مرة في شنغهاي.

وانتخب رئيسا لجماعة العلماء التابعة للاتحاد الإسلامي الصيني ببكين عام ١٩٤٧ م، وانتخب بعد ذلك بعام عضوا بالجمعية الوطنية التشريعية بجمهورية الصين، وأسس مستشفى ومدرسة للبنات في بكين قبل سقوط المدينة في أيدي الشيوعيين.

وهو الذي بدأ حملة في بكين من أجل العرب في عام ١٩٤٧ م عند ما صوتت الأمم المتحدة لصالح مشروع تقسيم فلسطين، وقام عشرات الآلاف من المسلمين الصينيين وأصدقائهم بمظاهرة ضخمة في الشوارع لصالح القضية الفلسطينينة، وبلغ طوال الموكب الذي قاده يوسف حوالي سبعة كيلومترات.

وعند ما أتى كثير من المسلمين إلى تايوان قادمين من الصين الأم عام ١٩٤٩ م لم يكن هناك مسجد واحد يستطيعون فيه القيام بصلاة الجماعة، وعلى الرغم من أنّ الإسلام دخل تايوان بواسطة كوكسينجا عام ١٦٦٢ م، فإنّ «المانشو» كانوا يضطهدون المسلمين في الجزيرة، لدرجة أنّ قليلا منهم كانوا يجهرون بأدائهم لأركان الإسلام الخمسة.

وأيضا عند ما استولت اليابان على الجزيرة عام ١٨٩٥ م لم تشجع ممارسة شعائر الإسلام، وعند ما أتى يوسف إلى تايبيه عام ١٩٤٨ م لم يكن للمسلمين في المدينة مكان يتعبدون فيه، وبعد عام واحد من وصوله أنشأ مسجدا صغيرا تطور فيما بعد حتى أصبح في ١٣ أبريل ١٩٦٠ م المسجد الكبير في تايبيه، ولقد زاره الملك فيصل بن عبد العزيز وأدّى فيه الصلاة عند ما كان يقوم بزيارة رسمية لجمهورية الصين عام ١٩٧١ م.


(١) أخبار العالم الإسلامي ع ١١٩٨ - ١٤/ ٦/ ١٤١١ هـ بقلم محمد علي الصابوني.
(٢) البيان ع ٢ (صفر ١٤٠٧ هـ) ص ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>