عن مجاراة الأقدمين والنسج على منوالهم في أساليب الصنع البديعية والصور الحسنة التقليدية، وأخذ يشقّ لنفسه طريقه الخاص بطموح وأصالة في إطار المنازل الرومنسية، ثم لم يلبث أن غدا قمّة في الشعر العربي الحديث، وخطا خطوات واسعة في مضمار الحياة الأدبية في سورية والوطن العربي.
عمر ابو ريشة
وهو عضو المجع العلمي العربي بدمشق، وعضو الأكاديمية البرازيلية للآداب كاريوكا، وعضو المجمع الهندي للثقافة العالمية، وقضى معظم حياته الوظيفية سفيرا لسورية، فقد كان وزيرها المفوض في البرازيل ١٩٤٩ - ١٩٥٣ م، ثم وزيرها المفوض للأرجنتين والشيلي ١٩٥٣ - ١٩٥٤ م، ثم سفير سوريا للهند ١٩٥٤ - ١٩٥٨ م، ثم سفير الجمهورية العربية المتحدة للهند ١٩٥٨ - ١٩٥٩ م، ثم للنمسا ١٩٥٩ - ١٩٦١ م، ثم سفير سوريا للولايات المتحدة الأمريكية ١٩٦١ - ١٩٦٣ م، ثم سفيرها للهند ١٩٦٤ - ١٩٧٠ م.
وكان يحمل الوشاح البرازيلي، والوشاح الأرجنتيني، والوشاح النمساوي، والوشاح اللبناني برتبة ضابط أكبر، والوشاح السوري من الدرجة الأولى، وطوق الغار من الأكاديمية البرازيلية، ومنح أوائل عام ١٩٩٠ م وسام الاستحقاق اللبناني من الدرجة الأولى.
من باكورة أعماله الأدبية مسرحية شعرية بعنوان «ذي قار» ثم ديوانه الذي صدر لأول مرة عام ١٩٤٨ ولا يضم كل أشعاره، ثم نشرت دار العودة في السبعينات ديوانه شبه الكامل الذي أعيدت طباعته مرارا.
هذا وقد جمع يوسف عبد الأحد دراسة موسعة حول حياة وأعمال الشاعر ضمنها ثبتا شاملا بالمقابلات والأحاديث الصحفية التي أجريت معه، وكذلك بالآراء النقدية التي قيلت في تجربته في الصحف والمجلات العربية وغير العربية (١).
ومما كتب فيه أيضا:
- عمر أبو ريشة: دراسة في شعره ومسرحياته/ محمد إسماعيل دندي.- دمشق: دار المعرفة، ١٤٠٨ هـ، ٢٢٧ ص.
- ملحمة النبي صلّى الله عليه وسلّم لعمر أبي ريشة:
تحليل ونقد/ أحمد الخاني.- الرياض: مطابع النصر الحديثة، ١٤٠٦ هـ، ٨٣ ص.- (ركن النقد الأدبي؛ ١).
- عمر أبو ريشة: حياته وشعره مع نصوص مختارة/ جميل علوش.-؟ :
دار الرواد، ١٤١٤ هـ.
كما قدم فيه حيدر الغدير رسالة دكتوراه.
وكأنموذج لشعره ما أنشده في منى أيام موسم الحج فقال:
أنا في موئل النبوّة يا دنيا ... أؤدي فرائض الإيمان
أسأل النفس خاشعا أترى طهرت ... بردي من لوثة الأدران
كم صلاة صليت لم يتجاوز ... قدس آياتها حدود لساني
كم صيام عانيت جوعي فيه ... ونسيت الجياع من إخواني
كم رجمت الشيطان والقلب مني ... مرهق في حبائل الشيطان
ربّ عفوا إن عشت ديني ألفاظا ... عجافا ولم أعشر معاني
وقد توفي بالرياض في منتصف ليل ١٤ تموز (يوليو) إثر معاناة مع المرض، ونقل جثمانه إلى مسقط رأسه في حلب بناء على وصيته.
وله مجموعة أعمال بدأها ولم ينجزها، مثل مسرحية (الطوفان) ومسرحية (سمير أميس) وملحمة كبرى تتحدث عن أمجاد العرب المسلمين لم يظهر منها سوى قصيدة محمد صلّى الله عليه وسلّم.
ومن أعماله:
- من عمر أبو ريشة (ديوان شعر) بيروت: مطبعة الكشاف، ١٩٤٨ م ٣٠٠ ص.
- شعر؛ حلب: مطبعة العصر الجديد، ١٩٣٦ م ٢٢١ ص.
- مختارات من شعره، بيروت: مطبعة الكشاف ١٩٥٩ م ٢٩٣ ص.
- تمنيت في مأتمي (شعر)، بيروت:
دار العودة، ١٩٧٠ م ١٤٢ ص.
- محكمة الشعراء- كوميديا شعرية، ١٩٤٠ م.
- الطوفان- عذاب (مسرحيتان شعريتان) ١٩٤٧ م.
- ديوان عمر أبو ريشة (شامل لشعره)، صدر منه المجلد الأول في بيروت: دار العودة، ١٩٧١ م، ثم ١٩٨٦ م.
- أمرك يا رب فيصل: شعر.- جدة:
(١) عالم الكتب مج ١٢ ع ١ (رجب ١٤١١ هـ) من رسالة سورية الثقافية بقلم محمد نور يوسف من المصادر التالية: تشرين ١٦/ ٧/ ١٩٩٠ م و ٢٩/ ٧/ ١٩٩٠ م، الثورة ٧/ ٤/ ١٩٩٠ م، معجم المؤلفين السوريين ص ١١ - ١٢ مع صياغة جديدة. وله ترجمة في الاثنينية ١/ ٤٣٥ - ٤٧٢، ومئة علم عربي في مئة عام ص ١٤٢ - ١٤٦، ودليل الإعلام والأعلام في العالم العربي ص ٣٧٤.