دفعه حبه للخط العربي ورغبته في تعلمه إلى الالتحاق في عام ١٣٤١ هـ بمدرسة تحسين الخطوط العربية الملكية بالقاهرة، ومكث فيها يتعلم الخط العربي والزخرفة الإسلامية حتى عام ١٣٤٦ هـ. وكانت دراسته في الأزهر في الصباح، وفي مدرسة تحسين الخطوط العربية الملكية من بعد العصر إلى أذان المغرب.
محمد طاهر الكردي
وفي صفر عام ١٣٤٨ هـ عاد إلى مكة المكرمة، وعمل بالمحكمة الشرعية الكبرى، ثم انتقل إلى مدرسة الفلاح بجدة في أول عام ١٣٤٩ هـ حيث عمل بها مدرّسا للخط العربي لمدة أربعة أعوام، قام خلالها بكتابة كراريس في خط الرقعة أسماها (كراسة الحرمين)، وتقع في سبعة أعداد.
وفي أوائل عام ١٣٥٣ هـ سافر مرة ثانية إلى القاهرة، فأقام بها سنة واحدة، ثم انتقل إلى مدينة الإسكندرية، حيث مكث هناك عاما واحدا، وخلال هذه المدة قام بطبع الكراريس التي خطها، كما قام بالإشراف على إعادة طبع كتابه الذي ألفه سابقا المسمى «تحفة العباد في حقوق الزوجين والوالدين والأولاد»، بعد أن زاد فيه ونقحه.
وقد كان خلال المدة التي قضاها في القاهرة والإسكندرية يجمع معلوماته لكتابه المشهور الذي أطلق عليه (تاريخ نماذج من خطه
الخط العربي وآدابه)، والذي طبع بالمطبعة التجارية الحديثة بالقاهرة عام ١٣٥٨، وقد زار من أجل ذلك خزائن الكتب هناك، مثل دار الكتب العربية ومتحفها، ومكتبة الأزهر، ومكتبة البلدية بالإسكندرية، وبعد عودته من القاهرة عام ١٣٥٥ هـ عمل بمدرسة الفلاح بجدة لفترة قصيرة، ثم اختارته مديرية المعارف للتدريس في مدارسها، فدرّس في المدرسة السعودية الابتدائية، ثم في المدرسة العزيزية الابتدائية بمكة المكرمة.
وعند ما قامت مديرية المعارف بافتتاح مدرسة لتحسين الخط وتعليم الآلة الكاتبة عيّن مديرا لها. وعلاوة على ذلك فإنه كان يعمل خطاطا بمديرية المعارف، ثم اختير للعمل مستشارا في الجهاز الإداري لمشروع توسعة الحرم المكي الشريف، فكان نعم المعين لمعرفته بتاريخ مكة المكرمة والحرم الشريف، وشارك في وضع حجر الأساس لتوسعة المسجد الحرام، كما شارك في وضع الإطار الفضي للحجر الأسود، وكان من بين المشاركين والمشرفين على مشروع ترميم الكعبة المشرفة وتجديد سقفها.
وفي عام ١٣٨٣ أصيب بمرض في بصره فتعثرت صحته، واعتزل العمل رغبة في الراحة، وأخذ في المثابرة على العلاج، ولم يعد للعمل الحكومي منذ ذلك التاريخ، وإنما استمر في التأليف وممارسة أعماله الفنية في مجال الخط العربي والزخرفة الإسلامية.
توفي بمكة المكرمة في ٢٣ ربيع الآخر.
أشرف وأرفع ما قام به هو كتابة المصحف الشريف بخط النسخ الرائع الجميل «المصحف المكي».