وبعد ما يقرب من عامين من المعاشرة الطيبة، سافرت لتكملة دراساتي العليا، ثم طال الغياب ولم أعد إلى بلدي. وكنت أتتبّع أخباره والسؤال عنه كل عام، إلى أن جاءني نبأ وفاته (١). وكان قد قارب التسعين.
رحمه الله رحمة واسعة.
وكانت آخر رسالة وصلتني منه بتاريخ ٨ صفر ١٤٠٤ هـ .. ومما جاء فيها:« .. والله عالم بأنكم مستقرون في قلبي وضميري، وكلما أذكركم تهتزّ كل مشاعري .. قد صرت غريبا، وما بقي لي أحد استأنس به، ورفقائي كلهم انتقلوا إلى جوار الله، فبقيت وحيدا أقاسي مرارة هبوط مشاعر الدين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. ».
ولا أعرف له آثارا علمية، مخطوطة أو مطبوعة. لكن كانت لديه فتاوى عديدة في مسائل مختلفة، استخرجها من بطون الكتب، ولو أنها جمعت لكان فيها خير كثير، وفائدة علمية كبيرة.
خط وتوقيع الملا إبراهيم محمد الزفنكي من خلال رسالة أرسل بها إلى المؤلف
(١) كتب إليّ بوفاته في شهر ربيع الآخر عام ١٤١٦ هـ وأنه توفي قبل شهرين أو أكثر، مما يعني أن وفاته عام ١٩٩٥ م مؤكد، وبالهجرية إما في أواخر ١٤١٥ هـ أو أوائل الذي يليه.