للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأذى، وترك الشكوى. وقيل: الفتوة شيآن: اجتناب المحارم واستعمال المكارم. وقيل: الفتى من لا يدعي قبل الفعل، ولا يذكي نفسه بعد الفعل. وقيل: ليس الفتى من يصبر على السياط، إنما الفتى من يجوز على الصراط، وليس الفتى من يصبر على المسكين إنما الفتى من يطعم المسكين.

قوله «١» تعالى: وَزِدْناهُمْ هُدىً

أي إيمانا وبصيرة وايقانا. وَرَبَطْنا

«٢» أي شددنا عَلى قُلُوبِهِمْ

«٣» بالصبر، وألهمناهم ذلك وقويناهم بنور الإيمان حين صبروا على هجران دار قومهم، وفراق ما كانوا فيه من خفض العيش، وفروا بدينهم إلى الكهف إِذْ قامُوا

«٤» بين يدي دقيانوس فَقالُوا

«٥» حين عاتبهم على ترك عبادة الصنم: رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهاً

«٦» ، أي لا نعبد من دونه إلها، لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً

«٧» ، قال ابن عباس ومقاتل رضي الله تعالى عنهم:

جورا. وقال قتادة، رحمه الله تعالى: كذبا.

وأصل الشطط والإشطاط مجاوزة القدر والافراط. هؤُلاءِ قَوْمُنَا

«٨» : بمعنى أهل بلدهم، اتَّخَذُوا

«٩» أي عبدوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً

«١٠» يعني من دون الله الأصنام يعبدونها. لَوْلا

«١١» هلا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ

«١٢» على عبادتهم بِسُلْطانٍ بَيِّنٍ

«١٣» ، أي حجة واضحة فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً

«١٤» . بزعم أن له شريكا وولدا. ثم قال بعضهم لبعض: وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ

«١٥» ، يعني قومهم وَما يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ

«١٦» ، أي واعتزلتم أصنامهم التي يعبدونها من دون الله.

وكذلك هو في مصحف عبد الله: وما يعبدون من دون الله.

فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ

«١٧» أي صيروا إليه يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً:

«١٨» أي رزقا رغدا. والمرفق ما يرتفق به الإنسان. وفيه لغتان مرفق بفتح الميم وكسر الفاء، وهي قراءة أهل المدينة والشأم وعاصم في بعض الروايات. ومرفق بكسر الميم وفتح الفاء وهي قراءة الباقين. قوله «١٩» تعالى: وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ

أي وترى يا محمد الشمس إِذا طَلَعَتْ تَتَزاوَرُ

«٢٠» أي تتزاور. قرأ أهل الكوفة بالتخفيف على حذف إحدى التاءين، وقرأ أهل الشأم ويعقوب: تزور، على وزن تحمر وكلها بمعنى واحد أي تميل وتعدل عن كهفهم، ذاتَ الْيَمِينِ

«٢١» أي جانب اليمين. وَإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ

«٢٢» . قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: تدعهم. وقال مقاتل بن حيان: تجاوزهم. وأصل القرض القطع ذاتَ الشِّمالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ

«٢٣» . أي متسع من الكهف. وجمعها فجوات وأفجاء وفجاء.

أخبرنا الله بحفظه إياهم في مضجعهم، واختياره لهم أصلح المواضع للرقاد، فأعلمنا أنه يراهم في فضاء من الكهف، مستقبلا بنات نعش، تميل عنهم الشمس طالعة وغاربة وجارية، فلا تدخل عليهم فتؤذيهم بحرها، وتغير من ألوانهم وتبلي ثيابهم، وأنهم في متسع منه ينالهم فيه برد الريح ونسميها، وتنفي عنهم كربة الغار وغمومه، ذلِكَ

«٢٤» ما ذكرنا من أمر الفتية مِنْ آياتِ اللَّهِ

«٢٥» ، أي من عجائب صنع الله ودلالات قدرته.

قوله «٢٦» عز وجل: مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً

لأن التوفيق والخذلان بيد الله عز وجل، وَتَحْسَبُهُمْ

«٢٧» يا محمد أَيْقاظاً

«٢٨» منتبهين جمع يقظ ويقظ،

<<  <  ج: ص:  >  >>