للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مثل قولك رجل نجد ونجد للشجاع وجمعه أنجاد، وَهُمْ رُقُودٌ

«١» يعني نيام، جمع راقد، مثل قاعد وقعود. وَنُقَلِّبُهُمْ

«٢» بالتخفيف والتشديد، ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ

«٣» ، مرة للجنب الأيمن ومرة للجنب الأيسر.

قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: كانوا يقلبون في السنة مرة، من جانب إلى جانب لئلا تأكل الأرض لحومهم، ويقال: إن يوم عاشوراء كان يوم تقلبهم، وقال أبو هريرة: كان لهم في السنة تقليبتان وَكَلْبُهُمْ

«٤» ، قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: كان أحمر. وقال مقاتل: كان أصفر. وقال القرطبي: من شدة صفرته يضرب إلى الحمرة. وقال الكلبي: لونه كالخلنج. وقيل:

لون الحجر، وقيل: لون السماء.

وقال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: كان اسمه ريان. وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: قطمير. وقال الأوزاعي: مشير. وقال سعيد الحمال: حران. وقال عبد الله بن كثير:

إن اسم كلبهم قطمور. وقال السدى. اسمه تون. وقال عبد الله بن سلام: بسيط. وقال كعب:

صيهان. وقال وهب: اسمه نقيا. وقيل: قطفير. وقيل: قطيفير. وقال عروة: مما أخذ على العقرب، أن لا يضر بأحد في ليل ولا نهار، قال: سَلامٌ عَلى نُوحٍ

«٥» قال: ومما أخذ على الكلب أن لا يضر بأحد، ممن حمل عليه، إذ قال: وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ

«٦» وقرأ جعفر الصادق: وكالبهم، يعني صاحب الكلب باسط ذراعيه بالوصيد. وقال مجاهد والضحاك:

الوصيد فناء الكهف، وهي رواية علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس.

وقال سعيد بن جبير: الوصيد الصعيد، وهو التراب وهي رواية عطية العوفي، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. وقال السدي: الوصيد الباب، وهي رواية عكرمة عن ابن عباس وأنشد قول الشاعر:

بأرض فضاء لا يسد وصيدها ... علي ومعروفي بها غير منكر

أي بابها.

وقال عطاء: الوصيد عتبة الباب. وقال العتبي: الوصيد البناء، وأصله من قول العرب أصدت الباب وأوصدته، إذا أغلقته وأطبقته. قوله تعالى: لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ

«٧» يا محمد لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً

«٨» لما ألبسهم الله تعالى من الهيبة، حتى لا يصل إليهم واصل، ولا تلمسهم يد لامس حتى يبلغ الكتاب أجله، فيوقظهم الله تعالى من رقدتهم، لإرادة الله عز وجل أن يجعلهم آية وعبرة لمن يشاء من خلقه، ليعلموا أن وعد الله حق، وأن الساعة لا ريب فيها وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً

«٩» أي خوفا. وقرأ أهل الكوفة: لملئت بالتشديد، قيل: إنما قال ذلك لوحشة المكان الذي هم فيه. وقال الكلبي وغيره: لأن أعينهم مفتحة كالمستيقظ الذي يريد أن يتكلم، وهم نيام. وقيل: إن الله منعهم بالرعب، لئلا يراهم أحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>