للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المشرقي، صاحب القيروان، اشتكت عليه ابنة عينها، وأعيى الأطباء أمرها فقيل له: لو رقاها السبائي. فأرسلها مع عجوز متنكرة لئلا تعرف. فرقاها أيامًا فبرئت. فسألها اسماعيل بما رقاها. فأخبرته بما تقدم. فقال القابسي: كنت عنده، فكثر دخول الناس عليه. فقلت كيف يجد الشيخ قلبه، عن كثرة دخولهم. قال: فحوّل وجهه إلي، وقال: يا أبا الحسن، ما أدري دخول من يدخل إلا كدخولهم المسجد، يصلون ويخرجون. ثم عاودتني نفسي، فقلت: هل يجد في نفسه لكثرة إقبالهم عليه شيئًا؟ فحوّل وجهه إلي، وقال لي: يا أبا الحسن، كان ذلك مرة، فما عاد. قال بعضهم: عند دخولنا إليه اعتقدنا التوبة، مخافة أن ينطقه الله فينا بشيء. وقال أبو إسحاق: مشيت الى ابن أبي المهزول، فعلمني اسم الله الأعظم. ثم أنسيته. ولعل ذلك خير لي. قال: ودخلت علقة في فم صبي بدوي، فدُلّ أبوه على الطبيب ابن

البراء في إخراجها، فعاناها بما قدر، فلما أعياه، قال له: هذه استطاعتي. فامض بابنك الى السبائي، لعله يدعو لك فيفرج عنك. فسار إليه وأخبره بقصته، والناس وراءه. ثم حرك شفتيه، وقال للفتى: تقدم. وقرأ على فمه وأومأ بيده الى العلقة فسقطت من فيه. قال القابسي: قال لي البقالي بمصر هذا: يطرقني ما يمنعني النوم. إما لهمّ أو وجع فأسهر حتى إذا كان آخر الليل، ألقيت علي الراحة، ونمت، وذهب عني ما أجد، وهو الوقت الذي كان يقوم فيه أبو إسحاق. وذكر أنه كان أرسل الى حال الراحة. وذكر له بعض أصحابه: أنه مرّ بموضع كذا. فإذا بشيخ لم ير أجمل منه. فقال له أبو إسحاق: لعلك قالت لك نفسك، إنك خير منه. والله ما أرى بي فضلًا، على أهل الكبائر من

<<  <  ج: ص:  >  >>