للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المكفوف. وكان أبو محمد هذا، فقيهًا فاضلًا، مفتيًا. به تفقه ابن حسان والقاضي ابن اللبيدي، وغير واحد. وكان رأس الفقهاء بالمهدية، في وقته. وكان من أقيم الناس على كتب المدونة، وأحثهم على أسرارها، وإثارة الخلاف من آثارها. وكان الفقيه حسان يرفعه جدًا. ويصفه بفهم عظيم. وكان من أهل العبادة، والفضل. يقال إنه أفتى ابن نيف وعشرين، وأزيد، وطلب على القضاء فامتنع. توفي فيما أظن، في نحو ثلاث وسبعين .

[أبو الحسن علي بن محمد الربعي]

المعروف باللخمي. وهو ابن بنت اللخمي. قيرواني، نزل صفاقس، تفقه بابن محرز، وأبي الفضل ابن بنت خلدون، وأبي الطيب، والتونسي، والسيوري، وظهر في أيامه. وطارت فتاويه. وكان السيوري يسيء الرأي فيه كثيرًا، لطعن عليه. وكان أبو الحسن فقيهًا فاضلًا ديّنًا مفتيًا متفننًا، ذا حظ من الأدب والحديث، جيد النظر، حسن الفقه، جيد الفهم. وكان فقيه وقته، أبعد الناس صيتًا في بلده. وبقي بعد أصحابه، فحاز رئاسة بلاد إفريقية جملة. وتفقه بجماعة من الصفاقسيين، وغيرهم. أخذ عنه أبو عبد الله المازري، وأبو الفضل ابن النحوي وشيخنا أبو علي الكلاعي، وعبد الحميد الصفاقسي، وعبد الجليل بن هور وغير واحد. وله تعليق كبير على المدونة سماه بالتبصرة، مفيد حسن، وهو مغرى بتخريج الخلاف في المذهب واستقراء الأقوال، وربما اتبع نظره فخالف المذهب فيما ترجح عنده فخرجت اختيارته في الكثير عن قواعد المذهب. وكان حسن الخلق مشهور

المذهب، توفي سنة ثمان وسبعين .

<<  <  ج: ص:  >  >>