للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سلك السبأي في هذا الباب، مع بني عبيد، طريق جبلة. ولما ولي ابن عبدون، وكان عراقي المذهب في القضاء. جاء الى القصر الذي فيه جبلة. فخرج إليه، أهله. فتلقوه. ولم يخرج جبلة. فقيل له: ابن عبدون يأتيك ليسلم عليك. فأتى ابن عبدون على بابه. فسلم عليه. فلم يرد عليه. وقال له وهو جالس: ما اسمك. قال: محمد. قال له يا محمد: إياك إياك أن تقول: القرآن مخلوق. وحضر جنازة مع ابن عبدون، فقدم جبلة، وصلى ابن عبدون وراءه. ثم حضرت أخرى، فقدم عليها ابن عبدون، فلم يصلّ جبلة، وانصرف من جهة القبلة، فشقّ ذلك على ابن عبدون وأرسل إليه في ذلك. وقال له: أتظن أني أقول بخلق القرآن؟ ما أقول فيه. فقال له جبلة: أمرك عندي، أشرّ: ألست الذي ضربت: ابن معتب والربيع، وفلانًا وفلانًا. وأطفتهم وتنادي عليهم: حزب الشيطان. وهم رجال سحنون. وأخذوا عن رجال مالك عن التابعين عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم. عن النبي .

[ومن أخباره في دنياه وزهده فيها، رحمه الله تعالى]

ما حكاه المالكي: أن كانونه انكسر، كان يصطلي به، فألصقه بالزيت. وأنه رئي يروح على ماء، في إناء، فسئل. فقال: اشتهيت الماء البارد. ووجد بعض

أصحابه من صنع بيسارا. وجعله في صحفة فوق السطح، ليجمده. فقال جبلة: مساكين غفلوا عن بيسارهم، حتى جمد. فصب لهم فيه الماء. فجاءه القوم، فصاحوا: من أفسد علينا بيسارنا. فقال لهم جبلة: أنا. لا تظنوا إلا خيرًا. ظننت أنه فسد. ولم يكن جبلة بخبير في شيء

<<  <  ج: ص:  >  >>