للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زوايا اسطوانة، فلم يزد أن قال استوصوا بضيفكم خيرًا وانصرف. وله سماع من مالك، مؤلف. وكتاب الجامع له. قال ابن عتاب: وهو كتاب غريب يشتمل على علم كثير. قال يحيى بن يحيى: عرضت سماع زياد على ابن نافع واين القاسم، فرد عليه ابن القاسم مسألة، وقال لي: كذب زياد على مالك. وما سمع هذا منه قط. فأخذت الكتاب وطويته وأدخلته كمي، فقال: اقرأ. فقلت زياد أجل في نفسي من أن أعرضه مثل هذا. فاحتشم ابن القاسم وقال لي:

اقرأ فو الله لا عدت لمثلها أبدًا. فقرأت. وكان محمد بن عيسى الأعشى سيء الرأي في زياد، وكان يقول: إني لآكل التفاح الحلو وأحسو البيض الخفيف وأبول في الماء الراكد، منذ كذا، لينسيني الله علم زياد ويخرجه من صدري، فما نسيته. والتزمت كل ما أعرف أنه ينسي. فقيل لم؟ قال لأن زيادًا لم يكن شيئًا، وكان علمه باردًا. وتوفي سنة ثلاث، وقيل أربع، وقيل تسع وتسعين ومائة. ونجب ولده بقرطبة، وكان فيهم عدة من أهل الجلالة والفضل والقضاء والعلم والخير.

[سعيد بن أبي هند أبي عثمان]

أصله من طليطلة وسكن قرطبة، ولقي مالك بن أنس، وهو الذي كان يسميه مالك، الحكيم. قال أحمد بن عبد البر. وقال ابن لبابة: اسمه عبد الوهاب. قال بعضهم عن أبي حارث، عبد الرحمان بن أبي هند الأصبحي من أهل طليطلة يكنى أبا هند. سمع مالكًا وكان له مكرمًا، وكان يسميه حكيم الأندلس، وانصرف وسكن قرطبة واستوزره بعض الأمراء. وفي كتاب أبي سعيد الصدفي مثله، وكناه أبا دريد. وقال توفي سنة مائتين. وذكر غيره: إن سبب ولايته الوزارة ما امتحن به من

<<  <  ج: ص:  >  >>