للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخرجك إلى غيرها وتخلص منها بذاك، وكان ينبغي أن لا تفارقه فيها حتى يفرغ منها.

[ذكر نوادره وأخباره]

قال الزبير بن بكار: قرأ الدراوردي على المغيرة فجعل يلحن لحنًا منكرًا فقال: ويحك يا دراوردي، أنت كنت بإقامة لسانك قبل طلبك هذا الشأن أحرى. وقال: ما كانت لنا حرمة إلا عاد عليها اللسان. وحكى أبو بكر الخطيب عن ابن الماجشون، قال: دخل أبي وأصحابه على المهدي بالمدينة وفيهم المغيرة بن عبد الرحمان وأبو السائب، وابن أخت الأحوص، فقال لهم: أنشدوني. فأنشد عبد العزيز بن الماجشون:

وللناس بدر في السماء يرونه … وأنت لنا بدر على الأرض مقمر

فبالله يا بدر السماء وضوئها … تراك تكافي عشر مالك آخر

وما البدر إلا دون وجهك في الدجا … يغيب فتبدو حين غاب فتقمر.

وما نظرت عيني إلى البدر طالعًا … وأنت تمشي في الثياب فتسحر.

وأنشد ابن أخت الأحوص:

قالت كلابة ما هذا فقلت لها … هذا الذي أنت من أعدائه زعموا

إني امرؤ لج في حب فأحرقني … حتى بليت وحتى شفني السقم

وأنشد المغيرة:

رمى البين من قلبي السواد فأوجعا … وصاح فصيح بالرحيل فأسمعا

وغرد حاوي البين وانشقت العصا … وأصبحت ملهوف الفؤاد مفجعا

كفى حزنًا من حادث الدهر أنني … أرى البين لا أسطيع اللبين موقعا

<<  <  ج: ص:  >  >>