للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفضل، فقال ابن المبارك. فقيل له: إن الناس يخالفونك. قال: الناس لم يجربوا. ما رأيت مثل ابن المبارك. وكان ينسخه وحده. ولما نعي ابن المبارك إلى سفيان بن عيينة قال: . لقد كان فقيهًا عالمًا عابدًا زاهدًا سجينًا شجاعًا شاعرًا. وقال أيضًا: ما قدم علينا أحد يشبه ابن المبارك وابن أبي زائدة. قال محمد بن المعتمر: قلت لأبي لما مات الثوري: من فقيه العرب؟ قال ابن المبارك. قال الأوزاعي لأبي عثمان الكلبي عنه: لو رأيته لقرت عينك. وقال علي: هو ثقة. قال أبو حاتم: هو إمام. قال أبو زرعة: اجتمع فيه فقه ومروءة وشجاعة وسخاء وأشياء. وقال داود العطار: هو رجل طلع علينا من ناحية المشرق. وقال النسائي: ولا يعلم أحد في عصر ابن المبارك أجل منه ولا أعلى ولا أجمع لكل خصلة محمودة منه. وقال سلام بن مطيع: ما خلق بالمشرق مثله، وابن المبارك أحب إلي من الثوري. وقال ابن وضاح: سمعت جماعة من أهل العلم يقولون: اجتمع في ابن المبارك العلم والفتيا، والحديث والمعرفة بالرجال، والشعر والسخاء والعبادة والورع.

[ابتداء طلبه وسبب زهده وجمل من فضائله وعلمه]

قال الإمام القاضي أبو الفضل رحمه الله تعالى: ذكر الصدفي، قال: لما بلغ ابن المبارك دفع إليه أبوه خمسين ألف درهم يتجر بها، فطلب العلم حتى أفقدها، فلما انصرف لقيه أبوه، فقال: ما جئت به فاخرج إليه الدفاتر، فقال هذه تجارتي. فدخل أبوه المنزل فأخرج له أبوه ثلاثين ألف درهم أخرى، وقال: هذه تمم بها تجارتك، فأنفقها. قال ابن المبارك طلبت الأدب ثلاثين سن وطلبت العلم عشرين

سنة. وقال ابن حنبل: لم يكن في زمن ابن المبارك أحد أطلب للعلم منه، دخل اليمن ومصر والشام والحجاز

<<  <  ج: ص:  >  >>