للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعناقهم، فتقدم النوري مبتدرًا الى السّياف، ليضرب عنقه. فقال له ما دعاك الى هذا، دون أصحابك؟ فقال آثرت حياتهم على حياتي هذه اللحظة. فرفع الأمر الى الخليفة، فردّ أمره الى قاضي القضاة اسماعيل. فقدم إليه النوري، وسأله عن مسائل من العبادات. فأجابه. ثم قال له وبعد هذا. لله عباد يسمعون بالله، وينقطعون بالله، ويصدقون بالله، ويردون بالله، ويأكلون بالله، ويلبسون بالله، فلما سمع اسماعيل مقالاته. بكى بكاءً طويلًا. ثم دخل على الخليفة: إن كان هؤلاء زناديق فليس في الأرض موحّدون. فأمر بإطلاقهم.

[ولايته القضاء وسيرته فيه]

قال أبو بكر الخطيب: قال أبو العباس الأصم: كان اسماعيل بن إسحاق، نيف وخمسين سنة قاضيًا، اعُزل عنها إلا سنتين. قال أبو بكر: وهذا فيه تسامح لم تبلغ ولايته من أولها الى وفاته هذا العدد، وأول ما ولي قضاء الجانب الشرقي، عند وفاة سوار بن عبد الله، أيام المتوكل سنة ست وأربعين وجمع له قضاء الجانبين بعد ذلك، سنة اثنتين وستين، وذكر أن المهتدي بن الواثق، صرف اسماعيل عن القضاء سنة خمس وخمسين، وسخط على أخيه حماد. فاستتر اسماعيل، قال: وفي سنة ست وخمسين بعد قتل المهتدي، أعاد المعتمد، اسماعيل

بن إسحاق - وغلب على الموفق - على الجانب الشرقي. فولاه الجانب الغربي. ونقل عنه القاضي البرتي، الى الجانب الشرقي، وذلك سنة ثمان وخمسين. وقال ابن أبي طاهر في تاريخه:

<<  <  ج: ص:  >  >>