للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القضاء بجهات، والوثائق، للعامرية. قال ابن حيان: ولم يكن بالبارع في فقهه ولا بالمحمود في شيء من أمره. وكان مفرط القصر، ولذلك كان ابن المنتحيلي ذو النوادر العجيبة يسميه بالقصير كله، واستهواه حب الدنيا فارتكس في الفتنة، مع المهدي ابن عبد الجبار. وكان أحد دعاته فاستوزره عند ظهوره وقلده المظالم. فأخلد الى الأرض واعدًا ردع هشام المخلوع مدة؟ وكان محمد ابن أبي عامر يتفرس فيه ويقول له: إنه يموت على فتنة. ولما انقرضت دولة المهدي، لجأ الى الاستخفاء، والطلب عليه شديد الى أن وجد سبحًا في بعض المقابر، قد استخرج من استخفائه ميتًا فوق نعش، على صدره رقعة فيها خبره. فرفع أمره الى السلطان. فأمر بمعاناته ودفنع. وذلك في آخر سنة إحدى وأربعماية.

[عبد الرحمن بن عبد الله الترجالي]

أبو بكر من بيت نبيه بقرطبة، في أصحاب السلطان. كان خيرًا فاضلًا حليمًا، طاهرًا، ديّنًا، كثير الخير والمعروف، طويل الصلاة. يقال إن قدميه تقطرتا صديدًا من طول قيامه. قال ابن الفرضي: سمعت محمد بن يحيى بن عبد العزيز يقول: وقد خرج من عنده، وقد أتاه عائدًا: ما أعرف أحدًا يصلح للقضاء غير هذا الرجل. وقال سليمان بن أيوب: كان أولى بالقضاء من ابن أبي عيسى وغيره. ثم قال: هذا الذكر يغار له الناس. واستوزره الحكم أمير المؤمنين تنويهًا بمكانه. فلم تستهوه الدنيا بحال. ومات وهو مخطط بالوزارة في جمادى الأولى سنة خمس

وسبعين وثلاثماية.

<<  <  ج: ص:  >  >>