للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفضل قضاء تدمير في إمرة الحكم بن هشام الى أن توفي، سنة سبع وتسعين ومائة. ثم ولي مكانه القضاء بها ابنه عبد الرحمن، ويكنى أبا المطرف. وكان سمع من أبيه، ومن شيوخ أبيه، كما

ذكرنا. قال ابن حارث: وكان له طلب وعناية. وتوفي سنة سبع وعشرين ومائتين. ولهما عقب جميل في العلم، وبيته جليل في النباهة الى وقتنا.

[الفرج بن كنانة]

قال ابن حارث: هو الفرج بن كنانة بن نزار بن عتبان بن مالك الضمري. من ولد عمر بن أمية الضمري الكناني. نسبه في كنانة. ومسكنه في جند فلسطين. وكان مسكنه شذونة. قال ابن عبد البر: كنيته أبو القاسم. قال ابن حارث: وكان من أهل العلم والعبادة. وكانت له رحلة الى المشرق، سمع فيها من عبد الرحمن بن القاسم وغيره، من أهل العلم. قال غيره وسمع من ابن وهب. ولاه الحكم بن هشام بن عبد الرحمن قضاء قرطبة سنة ثمان وسبعين. فكان قاضيًا أيام فتنة الربض، فاستنقذ الله بشفاعته كثيرًا. وسكن من الأمر عند الأمير، فقال له إن قريشًا حاربت رسول الله وطردته، وبالغت في أذاه، وهو يدعوهم الى الهدى، ثم كان من صفحه عنهم لما أظهره الله عليهم ما علمت. وأنت أحق الناس بالاقتداء به لمكانك من قرابته وخلافة الله في عباده. فسكن عنهم وبذل لسيئاتهم الأمان على الجلاء عن قرطبة، وتردد القضاء في عقبه ببلده، مدة طويلة. ولم يزل القضاء مترددًا في ولده بشذونة، قال: وكان الفرج مع فهمه فارسًا شجاعًا، يتصرف للسلطان في قود الخيل وسد الثغور، وقيادتها. وقد ولاه الأمير الحكم، سرقسطة عند انتقاض طاعة بعض أهلها، من الغرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>