اسمه أحمد بن عبد الله بن هرثمة بن ذكوان بن عبد الله بن عبدوس بن ذكوان الأموي. قال ابن الفرضي: أصلهم من جيان. قال ابن حيان: أصلهم فيما يقال من برابرة فحص البلوط ويتولون بني أمية. فلما انقضرت دولة بني أمية انتموا في قيس بن غيلان من سليم. وكان أبوه أبو بكر بن عبد الله من أهل العلم. وليَ خطة الرد بقرطبة، بعد طلب عبد الملك بن منذر صاحب الرد. وله مكانة من المنصور، وسمع قاسم بن أصبغ، وأحمد بن عبادة ونظرائهم. قال ابن الفرضي: وكان عاقلًا عالمًا باللغة والنحو، حافظًا للمشاهد والأيام، ذا مروءة وافرة. وكانت وفاته سنة سبعين وثلاثماية. ونشأ ابنه العباس هذا أكمل رجالات الأندلس، وأتمهم عقلًا. كان من جلة أصحاب ابن زرب. وهو الذي قدمه للشورى، ثم ولاه ابن أبي عامر عند وفاة أبيه خطة الرد. ثم قضاء الجماعة، عند عزل ابن برطال. قال ابن حيان: وكان صارمًا في حكمه، محمود الطريقة، عاقلًا عاملًا بمذاهب المالكية. ذا عفاف ونزاهة وبراءة من الريبة، وبعد همة، وفرط هيبة وزكانة. فلقد كان في هذا الباب في مرتبة الخليفة، لم يقدر أحد ينقصه منها قلامة ظفر، مع اختلاف الدول، وحلول الفتن، الى أن فارق الحياة، وهو أعلى الناس محلًا. وذكر أبو الخيار الشنتريني الداودي، أبا العباس - وكان ما بينهما شيئًا - فقال: أبو العباس وما أبو العباس نظر في الفقه على مذهب مالك فأدرك طرفًا منه، إلا أنه لم يستجد في الحفظ، واكتسب بالدربة الحذق في الحكومة. وكان مع ذلك