للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويتصرف في الأعمال اللطيفة، شاعرًا بليغًا إلا أنه يلحن. وكان يتعاطى صنعة الكيمياء. وآلت به الحال بعد موت الحكم، وتقصير ابن أبي عامر بصنائع الحكم، الى الجلوس في حانوت يبيع الأدهان. حدث عنه أبو بكر بن حرمل، وغيره. قال أحمد بن عبادة: رأيت ابن حارث في مجلس أحمد بن نصر - يعني في وقت طلبه بالقيروان - وهو شعلة يتوقّد في المناظرة. وتوفي بقرطبة لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر، سنة إحدى وستين وثلاثماية، فيما قهل ابن الفرضي، . وقال ابن عفيف: سنة أربع وستين، .

[تميم بن محمد بن أحمد بن تميم التميمي]

ولد أبي العرب. يكنى بأبي العباس. وسماه بعضهم تمامًا. والأول هو المعروف. أدرك صغار رجال سحنون، عيسى بن سليمان، والمغامي، وابن أبي زاهر، ومحمد بن بسطام، وحماس بن مروان، وفراتا، ومحمد بن عمر. وسمع من أبيه والقطان، ونفيس السوسي، وسع منه أبو محمد الأجدابي، والوليد بن مخلد، والأندلسي، وأبو القاسم الوهراني، وغيرهم. وكان يحفظ المسائل، ويتكلم فيها. وكان من أهل الورع والاجتهاد والانقباض، قرئ عليه بالقيروان، وسمع منه. قال المالكي: كان رجلًا صالحًا، فاضلًا، متفننًا، ناسكًا، كثير الأخذ على لسانه، أغلب أقواله الورع والسخاء والمروءة. أجمع الناس على فضله. قال أبو عبد الله الخواص: كان إذا أراد أن يطين سقوفه، حفر أصل داره، من أجل قبالة السلطان، على التراب. وكان يطعم من أتاه، ويخرج لهم ما عنده، ويقول: من أراد أن يأكل، أو يحمل، فليفعل. وكان إذا دعاه أحد الى وليمة،

<<  <  ج: ص:  >  >>