للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشرطة. فلما توفي ابن زرب، وليَ قضاء الجماعة - مكانه - والصلاة معًا، سنة إحدى وثمانين. فاستخلف على الصلاة ابن الشرفي، وبقي على القضاء، الى أن علت سنّه، وتلف ذهنه، فصرفه ابن أبي عامر عن القضاء، سنة اثنتين وتسعين، ونقله الى الوزارة تنويهًا بمكانه، وتسلية له. فكانت مدة قضائه عشرة أعوام ونحو أربعة أشهر. قال ابن الفرضي: وكان شيخًا مسمتًا جميلًا، وقورًا حليمًا متواضعًا، كثير الصوم، لم يحفظ له فيما تولاه بنفسه قضية جور، ولا غرته الدنيا. وكان باطنه كظاهره، سلامة ونزاهة. قال ابن معمر: كان ورعًا عفيفًا. قال ابن جيّان: كان عبدًا صالحًا، ورعًا عاقلًا، عفيفًا. قال بعضهم: وكان عاطلًا من الفقه، مشهورًا بالصدق، والأمانة. سمع عليه الناس، وحدث عنه ابن الفرضي، والقاضي سراج بن عبد الله، وجماهير الناس. وكان مجلسه من أجلّ

المجالس، وتوفي سنة أربع وتسعين. وخلّف ثناءً حسنًا. وسنّه يوم توفي ست وتسعون سنة.

[أبو عبيد الله الجبيري ]

بضم الجيم، واسمه قاسم بن خلف بن فتح، بن عبد الله، بن جبير. طرطوشي الأصل. ولزم قرطبة، وسمع بها من قاسم بن أصبغ وغيره. ورحل فسمع بمصر من جماعة، وبجدة من الحسين بن حميد الحرمي، وبالعراق من أبي بكر الأبهري، ولزم وتفقه عنده على مذهب المالكية. وتحقق به، وأقام في رحلته ثلاثة عشر عامًا، وانصرف الى الأندلس. ومن شيوخه: عبد العزيز بن محمد الواثق. قال ابن الفرضي: وكان فقيهًا عالمًا، حسن النظر، صدرًا في أهل الشورى، يجتمع إليه، ويتاظر عنده. وكانت الرواية أغلب عليه، روى عنه أبو بكر ابن رهما. قال ابن عفيف:

<<  <  ج: ص:  >  >>