للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفتيا، ذا فضل وصلاح وانقباض عن السلطان وأشياعه، لم يدخل في شيء مما دخل فيه فقهاء بلده، رزق السلامة. أخذ عن أبي بكر ابن زهر وطبقته حدث عنه شيخنا أبو محمد ابن أبي جعفر. وكان رحل إليه وتفقه عنده، وروى عنه أيضًا القاضي أبو الأصبغ ابن سهل غير شيء من فتاويه. وسع منه الناس، ولما دارت المحنة من النصارى على طليطلة وافتتحوها، خرج أبو المطرف فيمن خرج. فتوفي ببطليوس رضي الله عن جميعهم.

[أبو علي حسين بن عيسى المالقي]

المعروف بحسون. فقيه بلده ومفتيه وكبيره، وذو بيت مشهور فيه وأبو علي

حسون من كبرائه وقضاته. تفقه ببلده وبفقهاء سبتة عبد الرحمن بن العجوز وابن غالب. وولي قضاء بلده وكان مشاورًا فيه وكان من أهل الفقه الجيد والحفظ والذكاء والمعرفة. وحجّ، وله سماع من أبي ذر الهروي، وأبي الحسن الحوفي. ولقي أبا عمران القابسي وساءله، وذكر أن أبا ذر كان إذا سأله سائل عن مسألة بحضرته بمكة، أحال عليه في الفتيا. أخذ عنه أبو المطرف الشعبي وبه تفقه. وذكره ابن سهل القاضي فقال: فقيه مالقة، ورثاه الأديب أبو محمد بقصيدة أولها:

لو كان يُبقي الموت حبرًا عالمًا … لوقى الحمام أبا علي واق

وموقر لبس المشيب جلالة … بحر لباغي العرف عذب مذاق

أبقيت في الدنيا مآثر جمّة … تتلى على الأيام وهي بواق

<<  <  ج: ص:  >  >>