للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزارة ابنه المعتمد. وقتله المرابطون عند دخولهم عليه قرطبة، وقتلهم صاحبها المأمون ابن المعتمد بن عبّاد. وكانت وفاة الفقيه أبي بكر ابن زيدون: سنة خمس وأربعماية. وهو كهل، ابن نحود الخمسين سنة بالبيرة، فجيء بتابوته الى قرطبة. فدفن بها. ومولده سنة أربع وخمسين وثلاثماية. ورثاه أبو عبادة ابن ماء السماء الشاعر، بقصيدة أولها:

أي ركن من الشهادة هيضا … وجموم من المكارم غيضا

حملوه من بلدة نحو أخرى … كي يوافوا به ثراه الأريضا

مثل حمل الرياح مزنًا طبيبًا … ليداوي به مكانًا مريضا

[أبو عبد الله محمد بن عمر]

المعروف بابن الفخار، ويعرف بالحافظ - لقب عرف به - أحد أئمة المالكية بقرطبة. وأحفظ الناس وأحضرهم علمًا، وأحسنهم تذكّرًا، وأسرعهم جوابًا، وأوقفهم على اختلاف العلماء، مرجحًا بين المذهبين. جافظًا للحديث والأثر، مائلًا الى الحجة والنظر، سمع أبا عيسى، وكان أولًا يميل الى مذهب الشافعي، ثم تركه. وروى عن الربيع أنه قال: دخلت على الشافعي في مرض موته، فوجدته يبكي. فقلت له: ما بكاؤك رحمك الله. قال أبكي، والله، لمفارقة مذهب مالك، وأنا أعلم أنه الحق. وكان ابن الفخار، يفضل داود القياسي ويقول في بعض الأشياء بقوله.

قرأت بخط أبي محمد ابن أبي قحافة الفقيه. وذكر ابن الفخار، فقال: كان واحد عصره، وبديع دهره، ورئيس وقته، وعالم فقهه. وكان أرزق الناس وأسكنهم طائرًا، وأقنعهم مجلسًا، قبل أن يهاج. وكان سريع

<<  <  ج: ص:  >  >>