واسمه: محمد بن مروان بن زهر الإيادي، إشبيلي. شهير البيت بها نبيه. سمع من
ابن الأحمر، وابن ثابت، وابن عيسى، وأبي يحيى ابن بطال، وأبي بكر ابن القوطية، وابن زرب والجسري، وغيره. حدث عنه أبو المظفر ابن سلمة الطليطلي، وحاتم بن محمد وأبو عبد الله الحصار وابنه، وابن الفرات البطليوسي، وأبو جعفر بن مغيث. وبه تفقه أهل طليطلة. قال محمد بن الحصار الخولاني: كان فقيهًا مشاورًا من أهل العلم، والحفظ للمسائل، قائمًا بها، مطبوعًا في الفتيا على الأصول. ذكر أبو الأصبغ بن سهل: أنه كان من يفتي في الإيمان اللازمة، بطلقة واحدة على ما ذهب إليه أبو عمران الفاسي. قال أبو الأصبغ: وكان بعض الطليطليين يفتي فيها بواحدة بائنة. ولا أعلم لقوله بائنة، وجهًا.
[خبر محنته ﵁]
ولما قام أبو القاسم ابن عباد في الفتنة بإشبيلية، واقتنصها ملكًا لنفسه واحتاط لحاله، فنكب كل من خشي على نفسه من كبرائها منه، وكان الرجل حيث كان جلالة وعلمًا، فخاف على نفسه، وسكن طليطلة مدة. فعندها أخذ الطليطليون عنه. وتفقهوا معه، ثم رُدّ بالثغور الشرقية، الى أن مات، واقتطع بنو عباد عند مغيبه أمواله، واستصفوه. كانت واسعة، ومن ذريته هؤلاء، بنو أزهر النجباء، منهم ابنه عبد الملك ابن أبي بكر. ثم مال الى الطب، ففاق. ورأس أهل وقته، وتلاه في ذلك ابنه الوزير الأجلّ، أبو العلاء زهر بن عبد الملك بن زهر. ففاق أهل وقته، جلالة