قال أبو عمر: كان ابن وهب صالحًا خائفًا لله. قال غيره: كان كثير الحج. قال سحنون: كان ابن وهب قد قسم دهره أثلاثًا، ثلثًا في الرباط، وثلثًا يعلم الناس بمصر. وثلثًا في الحج. وذكر أنه حج ستًا وثلاثين حجة. قال ابن وهب جعلت على نفسي كلما اغتبت إنسانًا صيام يوم، فهان علي، فجعلت عليها إذا اغتبت إنسانًا علي صدقة درهم فثقل عليّ وتركت الغيبة. قال أبو جعفر الأيلي: قال ابن وهب: ما من ليلة تمر إلا وأنا استهولها واذكر بها هول الآخرة، ولما طلب لقضاء مصر، استخفى عند حرملة سنة وأشهرًا. قال الحجاج بن رشدين: فأشرفت عليه
من غرفتي وكانت تحاذيه يومًا، فقال لي: يا أبا الحسن بينا أنا أرجو أن أحشر في زمرة العلماء أحشر في زمرة القضاة. قال ابن أخيه: ما رأيت قط أزهد في الدنيا منه. كان ينهدم عليه بعض بنيانه فلم يصلحه، وما بنى قط شيئًا، ولا رأيت أكثر رباطًا منه. قال: وشهدت عبد الله ابن وهب يقرأ عليه في منزله كتاب الأهوال الذي كان يرويه أنه بلغه عن أبي هريرة وشهده أبو أسامة البكاء فأخذ في البكاء، ثم أن أبا أسامة قام بتلك الرِّقة وابن وهب على حاله والقارئ يقرأ وابن وهب ينشج رافعًا صوته، حتى أني لأحسب من كان على خمسين ذراعًا يسمعه، فلم يزل كذلك حتى مال على الحائط الذي كان مستندًا إليه، ثم احتمل إلى منزله فلم يزل على حاله لا يعقل، حتى توفي. فكنا نرى أن قلبه انصدع