للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يصحبه التوفيق. المعاش مذلّ لأهل العلم. كفاك أدبًا لنفسك ما كرهته لغيرك. قارب الناس في عقولهم تسلم من غوائلهم. خلّوا لهم دنياهم، يخلّون بينكم دينكم وبين آخرتكم. ومن شعره قوله:

لما كبرت أتتني كل داهية … وكل ما كان مني زايدًا نقصا

أصافحُ الأرض إن رُمتُ القيام وإن … مشيت تصحبني ذات اليمين عصا

ومن الشعر قوله، يرثي شبابه:

أصاب الدهر مني عظم ساق … به قد كنت مشاءً جليدا

الى الفقهاء أنقلُها، وأطوي … بها للحاجة، البلد البعيدا

إذا رِجلُ الفتى يومًا أصيبت … وطال سقامه ألف القعودا

وصار لبيته حلسًا وأمسى … من الإخوان منفردًا وحيدا

وأنشد له ابن أبي سعيد أيضًا:

لعمري يا شبابي لو وجدتك … بما ملكت يميني لارتجعتك

ولو جعلت لي الدنيا ثوابا … وما فيها عليك لما وهبتك

فقدتُك فافتقدت لذيذ نومي … وطيب معيشتي لما فقدتك

ونحتك وانتحبت عليك دهرًا … فلم تغن النياحة حين نحتك

[بقية أخباره واستعفائه من القضاء وحالته]

قال: ولما قدم الى القيروان، أتى على حمار عليه أكاف. فقام الناس إليه على أقدامهم. فقال: مكانكم رحمكم الله. إنما يقوم الناس لرب العالمين. ولما رأته امرأة على حمار وبردعة وستر، وحوله مشائخ القيروان، قالت:

<<  <  ج: ص:  >  >>