يصحبه التوفيق. المعاش مذلّ لأهل العلم. كفاك أدبًا لنفسك ما كرهته لغيرك. قارب الناس في عقولهم تسلم من غوائلهم. خلّوا لهم دنياهم، يخلّون بينكم دينكم وبين آخرتكم. ومن شعره قوله:
لما كبرت أتتني كل داهية … وكل ما كان مني زايدًا نقصا
أصافحُ الأرض إن رُمتُ القيام وإن … مشيت تصحبني ذات اليمين عصا
ومن الشعر قوله، يرثي شبابه:
أصاب الدهر مني عظم ساق … به قد كنت مشاءً جليدا
الى الفقهاء أنقلُها، وأطوي … بها للحاجة، البلد البعيدا
إذا رِجلُ الفتى يومًا أصيبت … وطال سقامه ألف القعودا
وصار لبيته حلسًا وأمسى … من الإخوان منفردًا وحيدا
وأنشد له ابن أبي سعيد أيضًا:
لعمري يا شبابي لو وجدتك … بما ملكت يميني لارتجعتك
ولو جعلت لي الدنيا ثوابا … وما فيها عليك لما وهبتك
فقدتُك فافتقدت لذيذ نومي … وطيب معيشتي لما فقدتك
ونحتك وانتحبت عليك دهرًا … فلم تغن النياحة حين نحتك
[بقية أخباره واستعفائه من القضاء وحالته]
قال: ولما قدم الى القيروان، أتى على حمار عليه أكاف. فقام الناس إليه على أقدامهم. فقال: مكانكم رحمكم الله. إنما يقوم الناس لرب العالمين. ولما رأته امرأة على حمار وبردعة وستر، وحوله مشائخ القيروان، قالت: