وكذلك لو أخفاهما ليشهدا على ماسمعا، أو أجلسهما للمحاسبة بشرط أن لا يشهدا، والصحيح من ذلك كله أن يشهد أذن أو لم يأذن، إذا استوعبا كلامه كله. حكى المطالبي في كتاب البستان: كان عبد الملك يجيد تفسير الرؤيا، فسأله رجل أنه رأى في منامه أن بيده سيفًا من ذهب وهو يهزه وينثني. فقال له خيرًا رأيت، جعلت فداك. فعزم عليه ليخبرنه. فقال يولد لك غلام يكون مخنثًا. فكان كذلك. قال ابو عمر بن عبد البر: كان عبد الملك مولعًا بالسماع ارتجالًا وغير ارتجال. قال احمد بن حنبل قدم علينا ومعه من يغنيه. قال ابن معين: قدم علينا عبد الملك ومعه من يغنيه فكنا نسمع صوت معازفه، لهذا والله أعلم لم يخرج عنه في الصحيح. قال ولما قدم عبد الملك من العراق سئل عنها فقال:
بها ماشئت من رجل نبيل … ولكن الوفاء بها قليل
يقول فلا ترى إلا جميلًا … ولكن لا يصدق ما يقول
وروى عنه أنه قال: إني لأسمع الكلمة المليحة فمالي إلا نميرق فأدفعه لصاحبها، واستكسي ربي، ولقد كنا بالمدينة فيحدثنا الرجل الحديث فيميليه علي ويذكر الخبر من الملح فأستعيده، فلا يفعل، ويقول: لا أعطيك ظرفي وأدبي. وكانت وفاة عبد الملك سنة اثنتي عشرة. وقيل أربع عشرة ومائتين، وهو ابن بضع وستين سنة.
[عبد الله بن نافع الأصغر الزبيري]
أبو بكر. قال الزبيري: هو عبد الله بن نافع بن ثابت بن عبد الله