ابن أبي عامر رأي من أجازه، على أنه لم يجمع به حتى مات قاضيه ابن زرب. وذهب من يستحيي منه، ودعا ابن أبي عامر أصبغ هذا، الى تولي الصلاة والخطبة بأهله. وكان ممن لم يرَ ذلك فامتنع. وقال: سبحان الله يا منصور أنا لا أرى الجمعة أقامت به، فكيف أقوم بها، والعرض مني كثير. فألزمه المنصور ذلك، وأظهر إكراهه عليه. فألح وامتنع، وأقسم على ذلك ولو ناله العقاب. فسخط عليه المنصور عندها، وعزله عن القضاء والفتيا. إلا أنه سلم من أذاه، وعاش بقية عمره مصونًا، الى أن مضى لسبيله. وكان ممن سخط عليه المنصور لذلك أيضًا، أبو بكر بن وافد، فأسخطه عن الشورى والشهادة، وألزمه داره. واحتصل الباقين
من ابن ذكوان، والأصيلي، وابن المكوى، وابن صاعد، وابن جني، وابن الصفار. فلم يغير عليهم شيئًا. وجمع ابن العطار في هذا الجامع، وجلس فيه للفتيا، والتعليم والتفقه. وانفرد بالفتيا بين العمال والرعية. وجعل قوم من رؤساء الفقهاء، من سكان الربض الشرقي، جوار هذا الجامع يشهدون الصلاة فيه، ويعيدونها أصلًا، لئلا يحقد ابن أبي عامر عليهم، منهم الأصيلي، وابن صاعد، وابن الصفار، وابن جني. ولم يصنع ذلك ابنا ذكوان ثقة بمكانهما من ابن أبي عامر. فكان إذا احتاجهما، دعاهما إثر الصلاة. وتوفي أصبغ بن الفرج سنة سبع وتسعين وثلاثماية.
[عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن صاعد بن وثيق]
أبو المطرف. يقال جده صاعد معتق بني عبده، قرطبي. سمع بها من