للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خطيب بلده واسط، يفتي بها. وسمعت منه. وكان يتعاطى الحديث. سمع من الشريف: أبي الحسن علي بن عبد الصمد الهاشمي، وغيره. وورد بغداد بعد الثمانين. فغرق في الدجلة، .

[أبو عبد الله محمد بن أبي الفرج المازري]

المعروف بالذكي. صقلي الأصل. وسكن قلعة بني حماد، ثم خرج الى الشرق، فدخل العراق، وسكن أصبهان الى أن مات بها فعداده فيها. وكان فقيهًا حافظًا،

مدركًا نبيلًا، فهمًا متقدمًا في علم المذهب واللسان. متفننًا في علوم القرآن، وسائر المعارف. أخذ عن شيوخ بلده، وأخذ بالقيروان عن السيوري، والخرقي وغيرهما. وحكي أن السيوري كان يقول: ابن أبي الفرج، أحفظ من رأيت. فقيل له: تقول هذا، وقد رأيت أبا بكر بن عبد الرحمن، وأبا عمران الفاسي. فقال: هو أحفظ من رأيت. وكان القاضي أبو عبد الله بن داود يقول: شيخنا الذكي، أفقه من أبي عمران، ومن كل مالكي، حتى فضله على اسماعيل بن إسحاق القاضي. تفقه به في المغرب أبو الفضل ابن النحوي، والقاضي أبو عبد الله بن داود، وحمل عنه أدب كثير، وعلم جمّ، وألّف في علوم القرآن كتابًا كبيرًا سماه الاستئلاء. وله تعليق كبير في المذهب، مستحسن، وخرج على أنه ألف سؤال، وعنده تفقه أبو الفضل ابن النحوي، وأبو عبد الله بن داود القاضي، وغيرهما.

[بقية أخباره رحمه الله تعالى]

ولما صعد الى المشرق ودخل بغداد، وجد مذهب مالك بها قد درس وقل طالبه. فلم يحصل له بالفقه رئاسة هناك. ولتقدم أهل المشرق في

<<  <  ج: ص:  >  >>