للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعض الطلبة ليسمعه منه. فلما أتم الصدر، أغلق كتابه وقال: قد سمعت الباقي على أبي محمد. وهل زدت فيه غير هذا الصدر، وكتاب الشرح والتّمامات، وكتاب اختصار الواضحة. ولم تحل له رئاسة بالقيروان، وكان مبغضًا عند أصحابه، بصحبة سلاطينها الذين تبرأوا منهم. فكان مرفوض القول لديهم، ثقيل المكان عليهم. ويقال إن فقهاء القيروان أفتوا برفض كتبه، وترك قراءتها لتهمته لديهم، وسهل بعضهم في اختصاره المدونة وحده، لشهرة مسائله. ويقال إن الذي مكّن تغيرهم عليه، أنه وجد بخطه في ذكر بعض بني عبيد، أو أسبابهم يتمثل في تفريطهم بهذا البيت المشهور:

أولئك لوم إن بنوا أحسنوا البناء … وإن وعدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا

ويقال: بل سببه أنه ألّف كتابًا في تصحيح نسب بني عبيد، وأنه كانت تأتيهم إمامة. ويقال: بل لحقه في هذا دعاء الشيخ أبي محمد، . إذ كان البرادعي أيام دراسته عنده، لا يزال يتسبب في الاعتراض عليه والتنبيه على أوهامه، والإزراء ببعض كلامه. فعزّ ذلك على الشيخ، وتفرّغ عند خروجه الى الدعاء عليه. فكانوا يرون أن ذلك لحقه منه، فلفظته القيروان. ولم يستقر بها. فخرج الى صقلية، وقصد أميرها. فحصلت له مكانة. وعندها ألّف كتبه المذكورة. وكان ممن له دنيا، ولم يبلغني وقت وفاته. .

[أبو عبد الملك البوني ]

واسمه مروان بن علي القطان. أندلسي الأصل. سكن بونة من بلاد

<<  <  ج: ص:  >  >>