ما ينطق بلفظ قليل. يدل على معنى كثير، كقوله، من قلّ كلامه قلّت آثامه. ومن كانت له وليّة، لم يعدم بليّة. الصوم عن الكلام، أثقل من الصوم عن الطعام. من خزن لسانه، كثر في الدنيا والآخرة أمانه. ومن خلا بربه، لم يعدم النور من قلبه. ومن خلا بغيره، لم يعدم الزيادة في ذنبه. ومن كلامه: من كان في الله همه، قلّ في الدنيا والآخرة غمّه. ومن كلام عبد الجبار، رحمه الله تعالى: من أصبح وأمسى، وهمه بغير الله مجتمع، لم يسأل الله تعالى عنه في أي واد من أودية الدنيا، وقع. وقال: لو همّك شأنك، لكل لسانك، وهيجتك أحزانك. ولولا الفضول لصفَتِ العقول، ولكان المجهول عندك معقول. ومن كان بالليل نائمًا، وبالنهار هائمًا، متى ينال الغنائم؟ ومن سكت سلم. ومن تكلم بذكر الله غنم. ومن خاض أثم. ومن وبخك فقد نفعك. ومن نفعك فقد رفعك. وقال: ما أبعدنا منه على قربه منا. إذا لم يرنا. وقال كنت أخلو لأهتم. ثم صرت أخلو لأغتمّ. وفي رواية: كنت أخلو لأعلم، ثم صرت أخلو لأغنم. وقال: كل كلمة لم يتقدمها نظر. فالكلام فيها خطر. وإن كانت من أسباب النظر. وتوفي رحمه الله تعالى في غرة رجب سنة إحدى وثمانين ومائتين. وصلى عليه حمديس، صاحبه، فيما قال ابن أبي خالد. وقال أبو العرب: بل في جمادى الأخيرة من السنة. مولده سنة أربع وسبعين ومائة.
[عمر بن يوسف بن عمر بن عيسى]
أبو حفص رحمه الله تعالى. عداده في أهل إفريقية. وأصله من