للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب شدة مالك في إقامة حدود الله تعالى]

قال القاضي رضي الله تعالى عنه قال البهلول بن عبيدة كنت عند مالك فأتى برجل ملبًا فقالوا له: الأمير يقرئك السلام ويقول لك هذا خنق رجلًا فقتله.

فقال مالك اخنقوه حتى يموت كما فعل به وركبت مالك صفرة وتشوق حتى مد به بصره فأخبروه أنهم خنقوه فرجع إلى وجهه الدم.

فقال ابن كنانة في ذلك: فقال أظننتم أني ندمت؟ لكني خفت أن يبطل حكم من أحكام الله تعالى.

قال عبد الجبار بن عمر حضرت مالكًا وقد أحضره الوالي في جماعة من أهل العلم فسألهم عن رجل عدى على أخيه حتى إذا أدركه دفعه في بئر وأخذ رداءه وأبوا الغلامين حاضران فقال جماعة من أهل العلم الخيار للأبوين في العفو أو القصاص.

فقال مالك أرى أن تضرب عنقه الساعة.

فقال الأبوان ليقتل ابن بالأمس ونفجع في الآخر اليوم؟ نحن أولياء الدم وقد عفونا.

فقال الوالي يا أبا عبد الله ليس ثم طالب غيرهما.

وقد عفوا.

فقال مالك: والله الذي لا إله إلا هو لا تكلمت في العلم أبدًا أو تضرب عنقه، وسكت.

وكلم فلم يتكلم فارتجت المدينة وصاح الناس إذا سكت مالك فمن يسأل ومن يجيب؟ وكثر اللغط وقالوا لا أحد بمصر من الأمصار مثله، ولا يقوم مقامه في العلم والفضل.

فلما رأى الوالي عزمه على السكوت قدم الغلام فضرب عنقه فلما سقط رأسه

<<  <  ج: ص:  >  >>