للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأندلس فلما وصل المرية مات الحكم، فانعكس أمل الأصيلي وبقي حائرًا هائمًا. نهض الى قرطبة ونشر بها علمه، فسار ذكره. وشرق به فقهاء البلد فبقي مدة مضاعًا حتى همّ بالانصراف الى المشرق، الى أن عرفه ابن أبي عامر فنوه به وأمر بإجراء الرزق عليه، باسم المقابلة. ثم ارتقت حاله بتقليده الشورى فنبّه حاله على غيره، انصرف الى الأندلس إثر موت الخليفة الحكم سنة ست وستين. فأقام بقرطبة وابن أبي عامر على غاية التعظيم له. وسمع منه عالم كثير وبه تفقه أبو عمران الفاسي وغيره.

[جمل من ثناء الجلة عليه وذكر علمه وفضله وشيء]

[من فتاويه واختياراته]

قال أبو إسحاق الشيرازي: وممن انتهى إليه هذا الأمر من المالكية بالأندلس أبو محمد الأصيلي، وانتهت إليه الرئاسة، قال ابن عفيف: رحل وتفقه فاحتوى على علم عظيم، وقدم الأندلس ولا نظير له فيها في الفهم والنبل، قال غيره: كان من جلة العلماء نسيج وحده، رحل الى الأمصار ولقي الرجال وتفنن في الرأي ونقد الحديث وعلله وألف كتبًا نافعة. قال ابن الفرضي: كان عالمًا بالكلام والنظر منسوبًا الى معرفة الحديث. وجمع كتابًا في اختلاف مالك والشافعي وأبي حنيفة سماه الدلائل، وحفظت عليه شيئًا - يعني فيما خالف فيه أهل الحديث - من

العقود فذكرها. قال ابن الحذاء وذكره: لم ألق مثله في علمه بالحديث ومعانيه وعلله ورجاله، وقال ابن المهلب: وذكر مشيخته، فقال: فأجلّهم علمًا، وفقهًا، وأثبتهم نقلًا،

<<  <  ج: ص:  >  >>