عائد: تفقه أبو محمد بقرطبة منذ صباه بشيخيها اللؤلؤي وأبي ابراهيم وسمع ابن حزم وابن المشاط والقاضي ابن السليم وابن الأحمق وأبان بن عيسى بن دينار الأصغر ونظرائهم. وأخذ عن وهب بن مسرة الحجازي بوادي الحجارة، وعن ابن فحلون ببجانة. ورحل الى المشرق سنة اثنتين وخمسين وثلاثماية. وقال ابن الفرضي: سنة إحدى وخمسين وثلاثماية فلقي شيوخ إفريقية كأبي العباس الإبياني التونسي وأبي العرب التميمي، وعلي بن مسرور، وعبد الله بن أبي زيد ﵀. وكتب عنه ابن أبي زيد عن شيوخه الأندلسيين، ولقي بمصر القاضي أبا الطاهر البغدادي، وابن رشيق، وحمزة الحافظ وأبا إسحاق ابن شعبان، ومحمد بن عبد الله بن زكريا النيسابوري وأبا أحمد بن المصف وغيرهم. وحجّ سنة ثلاث وخمسين فلقي بمكة أبا زيد المروزي، سمع منه البخاري وأبا بكر الآجري. وبالمدينة قاضيها أبا مروان المالكي، وسار الى العراق فلقي بها الأبهري رئيس المالكية، وأخذ عنه الأبهري أيضًا. وسمع من الدارقطني، وسمع منه الدارقطني أيضًا. وقد حدث عنه كثيرًا في كتابه في الرواة
عن مالك وسمع بها من أحمد بن يوسف ابن خلاد، وأبي علي الصواف، وأبي بكر الشافعي وغير واحد واضطرب بالمشرق مدة طويلة. قال أبو عمر ابن الحذاء: أقام بالمشرق نحو ثلاثة عشر عامًا، وسمع ببغداد عرضته الثانية في البخاري، من ابن زيد، وسمعه أيضًا من أبي أحمد الجرجاني، وهما شيخاه في البخاري وعليهما يعتمد. قال في كتاب ابن مفرج: وسمع به الحكم وهو بالشرق مدة طويلة فأقبل الى