يطعن فيهم، ويضرب وهم يتوقفون عنه، رجاء أخذه. فلما أثخنهم بالضرب حملوا عليه، فقتلوه. وأخذوا رأسه، ومضوا به الى إمامهم، فطيف برأسه. قال بعضهم: رأيت السيف يثخن فيه، وهو يقول: قد وهن المشركون يقتلون المؤمنين. وما ولى دابرًا حتى قتل. قال أبو محمد بن تبّان: رأيت ربيعًا القطان بعد أن قتل. فسألته عن حاله. فقال لي: تارة يزخرف لنا الجنان. وتارة يشرف علينا الحور. وتارة تصطك لنا الحجب. فقلت له: من أعلى درجة، أنت أو الممسي؟ قال: جُمعنا في حديق واحد. ورثاه أحمد أخوه. بمراث كثيرة، منها: من قصيدة طويلة أولها:
خليليّ عوجا بمهجتي عزّيانيا … وإن كنت حيًا لم أمت وابكيانيا
ومنها:
رزيت ربيعًا كان للناس كلهم … ربيعًا ترى فيه القلوب رواعيا
رزيت أبي فيه وأمي وعترتي … وأهلي وإخواني فلم يبق باقيا
رثيتك مقروحًا وأي مصيبة … بأعظم لي من أن أرى لك راثيا
ومن ذلك قوله:
جعلت أخي ذكراك فرضًا من الفرض … وطول عزائي فيك من دينك المحض
إذا جن الظلام أراني ممثلًا … دجى الليل ما بين المدامع والعضّ
تخيل لي في كل نفر وبلدة … كأنك لا تخلي مكانًا من الأرض
ومولد ربيع سنة ثمان وثمانين ومائتين. وكان بينه وبين المحيسي ستة أشهر.
[ذكر إخوته رحمهم الله تعالى]
كان أبوه رحمه الله تعالى، من أهل العبادة. وكان رأى رؤيا فقصها على عابر، فقال له: تتزوج امرأة تطابق حالك، ويخرج من بينكما أولاد