للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان حافظًا للمسائل والحديث. كثير الدراسة لكتب الفقه، ومعتنيًا بالآثار والسنن، عالمًا بها، بصيرًا بالأقضية، مقدّمًا في الشورى. وحدث وسمع. وكان متواضعًا، سمتًا ذا معرفة بالخبر والنادر. وروى عنه ابن عبادة وغيره. ولم يزل على طريقة مستقيمة الى أن مات: سنة أربع وأربعين، وسنّه ست وسبعون. .

[محمد بن عبد الله ابن يحيى بن يحيى بن يحيى. المعروف بابن أبي عيسى، القاضي]

أبو عبد الله. قرطبي من بيت بني يحيى بن يحيى بن يحيى بن أبي عيسى، منتهى النباهة والرئاسة في العلم. بها سمع من عم أبيه، عبيد الله. ومحمد بن لبابة، وأحمد بن خالد، وغيرهم. ورحل سة اثنتي عشرة وثلاثماية. فحجّ وسمع من ابن المنذر، والعقيلي، وابن الأعرابي، وأبي جعفر الدبيلي، وغيرهم. وبمصر من ابن

زيان ومحمد بن النفاخ الباهلي. وبإفريقية من محمد بن اللباد، وأحمد بن زياد، والبجلي، وإسحاق بن نعمان، وجماعة كثيرة. وكانت رحلته هو ومحمد بن مسور الجبلي، وأحمد بن حزم الصدفي، وأحمد بن عبادة الرعيني، في وقت واحد. ويقال إنه اجتمع هو وأحمد بن حزم، وابن مسورة في قفولهم. قال بعضهم لبعض: ترى ما نكون في بلدنا إذا رجعنا. فقال ابن أبي عيسى لفرط ركنه: أنا أقول لكم: أما أنا، فقاض. أو كاتب قاض. وأما أنت يا أبا عمر، فلا تنفعك منافية عمرك. وأما أنت يا أبا عبد الله: فأراك تثير بالأندلس فتنة، تبقى آخر الدهر. أو كما قال. فصدقت فراسته، في ثلاثتهم كما ذكر. قال ابن الفرضي: وكان

<<  <  ج: ص:  >  >>