للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رحلته ورحلة صاحبه، محمد بن غالب الى القيروان، في نحو الثمانين وثلاثماية. قرب وفاة أبي محمد ابن أبي زيد، . أخذ عنه الناس بسبتة، علماء كثيرًا. وتفقهوا عليه وسمعوا منه. وكان من حفاظ المذهب القائمين به. روى عنه أبو محمد قاسم ابن المأمون، ومحمد بن عبد الرحمن بن سليمان، وابن خلف الله، وجماعة فقهاء السبتيين والفاسيين، وسواهم من غيرهم، ممن روى عنه. وأبو عثمان بن سولب من أهل قلعة حماده. وتوفي : سنة ثلاث عشرة وأربعماية. وكان له بنون، عبد العزيز، وعبد الرحمن، وعبد الكريم. فأما عبد العزيز وعبد الرحمن، فخلفا أبيهما وسدا مكانه. وسيأتي ذكرهما. وأما عبد الكريم فطلب العلم أيضًا. وسمع من أبيه، وكان أكثر مدته في قومه كتامة، رأسًا فيهم. وهم له طاعة. وقتله المرابطون عند غلبتهم على كتامة. ودخولهم قلعتهم الدمنة.

يوسف بن حمود بن خلف بن أبي مسلم الصفّي

القاضي. أبو الحجاج. سبتي شهير البيت بها في العلم. كان فقيهًا خيرًا فاضلًا زاهدًا متقشفًا أديبًا شاعرًا. راوية. سمع من شيوخ بلده. ورحل الى الأندلس، فسمع أبا محمد الباجي، وأبا محمد الأصيلي، وأبا المغيرة خطاب بن بتري. وأبا بكر الزبيدي، وغيرهم. ووليَ قضاء سبتة ولاه المستعين من بني أمية العلويين، بعد قتل ابن زوبع. فكان من أجل قضاتها طريقة، وأحمدهم سيرة، وأشدهم على أصحاب السلطان شكيمة. وله في كل هذا أخبار مأثورة. وكان يرغب الانحلال عن الخطة، فلا يسعف. رحل الى المشرق، وهو كبير. بعد ولايته القضاء، سنة

ثلاث عشرة وأربعمائة. واستعفى الى الخطة عنه. فلم يسعف في الانحلال، فقيل له:

<<  <  ج: ص:  >  >>