[ذكر الأثر المتأول فيه وتسننه وإتباعه ومذهبه فيما اختلف فيه]
روى أبو هريرة عن النبي ﷺ أنه قال: اللهم اهد قريشًا، فإن
عالمها يملأ طباق ألأرض علمًا. اللهم كما أذقتهم عذابًا أذقهم نوالًا. قال الربيع: قال الشافعي: القرآن كلام الله غير مخلوق. ومن قال مخلوق، فهو كافر. وقيل لمحمد بن عبد الحكم: أكان الشافعي بدعيًا أو كذابًا؟ قال: وإن خالفناه فلا ينبغي أن نقول عليه ما لا نعلم، كان ابعد الناس من ذلك. قيل له فكان يقف في القرآن؟ قال ما علمت ذلك. كان بريئًا من ذلك أو نحوه. قال ابن حنبل: الشافعي ثقة صاحب رأية وكلام، وليس عنده حديث. وكان يتشيع. وقيل للشافعي فيك بعض التشيع. قال: وكيف؟ قالوا: تظهر حب آل محمد. قال: يا قوم، ألم يقل رسول الله ﷺ لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين؟ وقال إن أوليائي وقرابتي المتقون، فإذا كان واجبًا أن أحب قرابتي وذوي رحمي إذا كانوا من المتقين، أليس من الدين أن أحب من قرابة رسول الله ﷺ من كان كذلك؟ فإنه كان يحبهم. ثم أنشد:
يا راكبًا قف بالمحصب من منى … واهتف لساكن خبيها والناهض
سحرًا إذا فاض الحجيج إلى منى … فيضًا كملتطم الخليج الفائض
إن كان رفضًا حب آل محمد … فليشهد الثقلان أني رافضي
وكان الشافعي يقول لأحمد وابن مهدي: أما أنتم فأعلم بالحديث مني، فإذا كان صحيحًا فاعلموني به، اذهب إليه. قال البويطي: إنما كان الشافعي ليتبع أخلاق رسول الله ﷺ.