توفي رحمه الله تعالى، فيما حكاه أبو بكر المالكي: في صفر سنة إحدى وأربعين، وقد جاوز السبعين. وخرج الناس من القيروان وغيرها، الى جنازته بسوسة. قال ابنه: قال لي أبي ليلة من الليالي، في مرضه الذي توفي فيه: وا بني، اربط لي حبلًا في السقف، لعلي أقدر أصلي قائمًا. ففعلت. وحملناه حتى وقف. وغلب، ولم
يستطع القيام. فبكى، وقال: وا حزناه. حيل بيني وبين طاعة ربي. فذكرت له الصلاة جالسًا. فقال: يا بني، العمر قصير، والعمل قليل. وإنما أردت أن أعمل أكثر مما عملت. ولما أطال به المرض قال لزوجته: قد توليت مني خيرًا. فاصبري. فما أشك أن أجلي قد اقترب. فإني سمعت هاتفًا من هذا الطاق يقول: أحسن غدًا صلاة الظهر، يفرج عنك. فمات ذلك الوقت.
[الشيخ أبو الحسن الكانشي رحمه الله تعالى]
هو حسن بن محمد بن حسن الخولاني. قال أبو عبد الله الخراط، وأبو بكر المالكي، وبعضهم يزيد على بعض: كان رجلًا صالحًا فاضلًا فقيهًا مشهورًا بالعلم متعبدًا مجتهدًا ورعًا خائفًا رقيق القلب كثير النياحة والبكاء، سمعًا كثير المعروف، باع ضياعه كلها وتصدق بها، وكان صارمًا في مذهبه مجانبًا لأهل الأهواء. ومن يخالف مذهب أهل المدينة. وكان أبو العباس الإبياني، إذا ذكره يقول: ذلك العالم حقًا. قال أبو بكر بن خلف: كان من العالمين بالله، وبأمره. سكن المنستير، سمع من عيسى بن مسكين، ويحيى بن عمر، وأحمد بن يزيد، وأبي إسحاق بن شعبان،